للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع (١) تخفق (٢) فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك، ولا ألفِيَنَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت (٣) فيقول: يا رسول الله أغثني، فأقول: لا أملك لك من الله شيئا قد أبلغتك» (٤) وعن عمر بن الخطاب - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: «لما كان يوم خيبر أقبل نفر من صحابة النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - قالوا: فلان شهيد، فلان شهيد، حتى مرُّوا على رجل فقالوا: فلان شهيد، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كلا إني رأيتُهُ في النار في بردة (٥) غلَّها، أو عباءَةٍ " ثم قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " يا ابن الخطاب، اذهب فنادِ في الناس إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون " قال فخرجت فناديت: " ألا إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون» (٦) وعن أبي هريرة - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: «خرجنا مع النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - إلى خيبر، ففتح الله علينا، فلم نغنم ذهبا ولا ورقا إنما غنمنا [البقر، والإِبل] والطعام، والثياب [ثم انصرفنا مع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - إلى وادي القرى، ومعه عبد له يقال له مدعم أهداه له أحد بني الضباب]، وفي رواية مسلم: ومع رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - عبد له، وهبه له رجل من جُذام يُدعى رفاعة بن زيد من بني الضبيب، فلما نزلنا الوادي قام عبد رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - يحلُّ رحله، فرُمِيَ بسهم فقال الناس: هنيئا له الشهادة يا رسول الله، فقال رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: " كلا والذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من الغنائم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا " فجاء رجل حين سمع ذلك من النبي - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم - بشراك (٧) أو


(١) الرقاع: يريد ما عليه من الحقوق المكتوبة في الرقاع، وقيل: المراد بها الثياب. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص ٣٣٥، وجامع الأصول لابن الأثير، ٢/ ٧١٧، وفتح الباري لابن حجر، ٦/ ١٨٦.
(٢) تخفق: أي تتحرك: انظر: جامع الأصول لابن الأثير، ٢/ ٧١٧.
(٣) الصامت: الصامت من الأموال الذهب والفضة وما لا روح فيه من أصناف المال، والمال الناطق: الإبل والغنم والخيل ونحوها، انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص ٣٣٥، وفتح الباري لابن حجر، ٦/ ١٨٦.
(٤) متفق عليه: البخاري كتاب الجهاد والسير، باب الغلول، وقول الله تعالى: وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ٤/ ٤٦، برقم ٣٠٧٣، ومسلم، كتاب الإِمارة، باب غلظ تحريم الغلول، ٣/ ١٤٦١، برقم ١٨٣١، واللفظ له.
(٥) البردة: هي الشملة المخططة، وجمعها برد، وهي النمرة، وهي إزار يؤتزر به، وقيل: هي كساء أسود صغير مربع يلبسه الأعراب. انظر: تفسير غريب ما في الصحيحين للحميدي ص ٤٧٠، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم للقرطبي، ١/ ٣٢١.
(٦) مسلم كتاب الإِيمان، باب غلظ تحريم الغلول وأنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون، ١/ ١٠٧، برقم ١١٤.
(٧) الشراك: سير من سيور النعل التي على وجهها. انظر: جامع الأصول من أحاديث الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم، لابن الأثير، ٢/ ٧١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>