للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد كان صلى الله عليه وسلم يعطي أشراف قريش وغيرهم من المؤلفة قلوبهم؛ لتلافي أحقادهم؛ ولأن الهدايا تجمع القلوب، وتجعل القلوب متهيئة للنظر في صدق الدعوة، وصحة العقيدة، والاستفادة من الآيات البينات، والبراهين الواضحة.

وصدق صلى الله عليه وسلم حيث قال: «تهادوا تحابوا» (١) وللتأليف بالمال أمثلة كثيرة من هديه صلى الله عليه وسلم (٢) فينبغي للداعية أن يسلك هذا المسلك عند الحاجة إليه.

عاشرا: من وسائل الدعوة: التأليف بالجاه والنسب: من الوسائل النافعة في الدعوة إلى الله تعالى: التأليف بالجاه أو بالنسب؛ وفي هذا الحديث ما يشير إلى ذلك عنه صلى الله عليه وسلم حيث قال: " ويا صفية عمة رسول الله. . ويا فاطمة بنت محمد "، فكأنه صلى الله عليه وسلم يرقق قلب صفية وفاطمة رضي الله عنهما لما لهما من القرابة منه صلى الله عليه وسلم، وقد نادى صلى الله عليه وسلم عباس بن عبد المطلب، وصفية بنت عبد المطلب، وفاطمة بنت محمد لشدة قرابتهم منه (٣) وقد استخدم النبي صلى الله عليه وسلم التأليف بالجاه؛ فقال صلى الله عليه وسلم للأنصار حينما آثر عليهم غيرهم في العطاء: «أفلا ترضون أن يذهب الناس بالأموال وترجعون إلى رحالكم برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فوالله لما تنقلبون به خير مما ينقلبون به " فقالوا: " بلى يا رسول الله قد رضينا» (٤).

وفي رواية: ". . . «لو سلك الناس واديا أو شعبا، وسلكت الأنصار واديا أو شعبا لسلكت وادي الأنصار أو شعب الأنصار» (٥).

فينبغي للداعية أن يسلك منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته إلى الله تعالى.


(١) البيهقي في السنن الكبرى ٦/ ١٦٩، والبخاري في الأدب المفرد ص ٢٠٨، برقم ٥٩٤، وحسن إسناده ابن حجر في التلخيص الحبير ٣/ ٧٠، وانظر: إرواء الغليل للألباني برقم ١٦٠١.
(٢) انظر: البخاري مع الفتح ٣/ ١٣٥، ٦/ ٢٥٠، ١١/ ٢٥٨، وصحيح مسلم ٤/ ١٨٠٣ - ١٨٠٦.
(٣) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم ٣/ ٨٠.
(٤) البخاري، كتاب فرض الخمس، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم ٤/ ٧١، برقم ٣١٤٧، ومسلم، كتاب الزكاة باب إعطاء المؤلفة قلوبهم وتصبر من قوي إيمانه ٢/ ٧٣٤، برقم ١٠٥٩.
(٥) مسلم، كتاب الزكاة، الباب السابق ٢/ ٧٣٥، برقم ١٠٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>