للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على سعاته، أو ثبت عنده وكان التدبير يقتضي تأخير الإنكار، أو كان الذي أنكره من المستحبات لا من الواجبات؛ ولذلك عذره عليّ ولم يذكره بسوء" فتح الباري بشرح صحيح البخاري، ٦/ ٢١٥، وقيل: إن عثمان رضي الله عنه لم يرد الصحيفة إلا لأن عنده علما من ذلك، فاستغنى به، ورد الصحيفة بحكمة ورفق (١) وكل ما تقدم يوضح للداعية أهمية التثبت والأناة في الأمور؛ لما في ذلك من الصلاح والإصلاح، وسلامة القلوب واجتماع الكلمة (٢).

رابعا: من وسائل الدعوة: إرسال الكتب والرسائل: إن إرسال الكتب والرسائل من الوسائل النافعة التي ينبغي أن تستخدم في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ؛ ولهذه الأهمية أرسل عليّ رضي الله عنه بكتاب فيه الأمر بالزكاة إلى عثمان رضي الله عنه، كما قال محمد ابن الحنفية في هذا الحديث: "أرسلني أبي: خذ هذا الكتاب فاذهب به إلى عثمان؛ فإن فيه أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالصدقة"، وهذا يؤكد أهمية إرسال الرسائل والكتب؛ للدعوة إلى الله وتبليغ العلم النافع للناس (٣).

خامسا: أهمية الاستدلال بالأدلة الشرعية: الاستدلال بالأدلة الشرعية من الكتاب والسنة أو من أحدهما من أهم الأمور وأعظم الطاعات، وقد دل على ذلك في هذا الحديث قول علي رضي الله عنه لابنه محمد: "خذ هذا الكتاب فاذهب به إلى عثمان؛ فإن فيه أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصدقة". فينبغي للداعية أن يعتني بذكر الأدلة على ما يقول، وعلى ما يدعو الناس إليه؛ لما في ذلك من إيجاد الثقة بما يقول في قلوب المدعوين، وحصول اليقين بصدقه، ومن ثم قبول قوله ودعوته (٤).


(١) انظر: جامع الأصول، لابن الأثير، ٤/ ٦٥٢.
(٢) انظر: الحديث رقم ٩١، الدرس الثاني، ورقم ٩٢، الدرس الخامس، ورقم ١١٦، الدرس الخامس.
(٣) انظر: الحديث رقم ٩٠، الدرس الثاني، ورقم ١١٥، الدرس الثاني.
(٤) انظر: الحديث رقم ٩٤، الدرس الثامن، ورقم ١٢٠، الدرس الثاني.

<<  <  ج: ص:  >  >>