للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"فأعطانا - منها وما قسم لأحد غاب عن فتح خيبر منها شيئا إلا لمن شهد معه، إلا أصحاب سفينتنا مع جعفر وأصحابه قسم لهم معهم"، وسمعت العلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز حفظه الله يقول: "وهذا من تأليف القلوب بالمال؛ لما أصابهم من التعب" (١) وسمعته أيضا يقول: "تقديرا لتعبهم، وجهادهم، وصبرهم قسم لهم مع الناس في خيبر" (٢) وهذا يؤكد أهمية التأليف بالمال في الدعوة إلى الله عزّ وجلّ (٣).

ثالثا: حرص السلف الصالح على الدقة في نقل الحديث: لا شك أن السلف الصالح كانوا أحرص الناس على الدقة في نقل الحديث؛ ولهذا جاء في هذا الحديث: "فأسهم لنا، أو قال فأعطانا" شك الراوي، وفي الرواية الأخرى: "وكنا في دار أو في أرض البعداء" شك الراوي أيضا. وهذا يؤكد الحرص على الدقة في نقل الحديث؛ لئلا يدخل فيه ما ليس منه (٤).

رابعا: أهمية النية الصالحة: النية الصالحة هي أساس العمل، وبها يبارك الله عزّ وجلّ في الأعمال، وقد ظهر في مفهوم هذا الحديث أهميتها؛ لأن المهاجرين إلى الحبشة كتب الله لهم بنيتهم الصالحة هجرتين: هجرتهم من مكة إلى الحبشة، والهجرة الثانية: من الحبشة إلى المدينة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث: «ولكم أنتم أهل السفينة هجرتان»، وسمعت العلامة ابن باز حفظه الله يقول: "كتب لهم بالنية هجرتان وهذا فضل الله" (٥) يؤتيه من يشاء (٦).

خامسا: من سنن الله عزّ وجلّ: الابتلاء والامتحان: لا شك أن الابتلاء بالخير والشر من سنن الله عزّ وجلّ، وقد ظهر الابتلاء بالخوف


(١) سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٣١٣٦ من صحيح البخاري في جامع الإمام تركي بن عبد الله.
(٢) سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٤٢٢٣ من صحيح البخاري في جامع الإمام تركي بن عبد الله.
(٣) انظر: الحديث رقم ٧، الدرس التاسع.
(٤) انظر: الحديث رقم ٣، الدرس الرابع، ورقم ٢١، الدرس العاشر.
(٥) سمعته من سماحته أثناء شرحه لحديث رقم ٣٨٧٦، ورقم ٤٢٣١، من صحيح البخاري في جامع الإمام تركي بن عبد الله.
(٦) انظر: الحديث رقم ٢٢، الدرس السادس.

<<  <  ج: ص:  >  >>