للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم؛ فإن صلة الرحم محبة في الأهل، مثراة في المال، منسأة (١) في الأثر» (٢) وعن جبير بن مطعم رضي الله عنه أنه سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول على المنبر: "تعلموا أنسابكم، ثم صلوا أرحامكم، والله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء، ولو يعلم الذي بينه وبينه من داخلة الرحم (٣) لأوزعه ذلك عن انتهاكه " (٤) وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم، فإنه لا قرب لرحم إذا قطعت وإن كانت قريبة، ولا بعد لها إذا وصلت وإن كانت بعيدة» (٥) وزاد البخاري في الأدب المفرد موقوفا على ابن عباس رضي الله عنهما: «. . . وكل رحم آتية يوم القيامة أمام صاحبها تشهد له بصلة إن كان وصلها، وعليه بقطيعة إن كان قطعها». (٦).

٣ - صلة الأرحام من أسباب دخول الجنة، فعن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه «أن رجلا قال يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة، فقال صلى الله عليه وسلم: "تعبد الله لا تشرك به شيئا، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصل الرحم» (٧) وعن عبد الله بن سلام رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام» (٨).


(١) قال الترمذي في سننه منسأة في الأثر، يعني زيادة في العمر، ٤/ ٣٥١.
(٢) أخرجه الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في تعليم النسب، ٤/ ٣٥١، برقم ١٩٧٩، وأحمد في المسند، ٢/ ٣٧٤، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ٤/ ١٦١، وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم ٢٧٦: "إسناده جيد، ورجاله ثقات".
(٣) داخلة الراحم: علامة القرابة. فضل الله الصمد في توضيح الأدب المفرد، لفضل الله الجيلاني ١/ ١٥٥.
(٤) أخرجه البخاري في الأدب المفرد في باب: تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، ص ٣٩، برقم ٧٢، وحسن إسناده الألباني في صحيح الأدب المفرد ص ٥٥.
(٥) أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي ٤/ ١٦١، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم ٢٧٧.
(٦) الأدب المفرد ص ٣٩، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد ص ٥٦، وقال في سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم ٢٧٧ في هذه الزيادة: "وهذا سند على شرط البخاري في صحيحه، ولكنه موقوف بيد أن من رفعه ثقة حجة وهو الإمام الطيالسي وزيادة الثقة مقبولة".
(٧) البخاري، كتاب الأدب، باب فضل صلة الرحم، ٧/ ٩٥، برقم ٥٩٨٣.
(٨) أخرجه ابن ماجه برقم: ٣٢٥١، والترمذي برقم: ٢٤٨٥، وأحمد في المسند ١/ ١٦٥، وتقدم تخريجه في الدرس الثالث من الحديث رقم ١٣٣، ص ٧٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>