للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تهنئة اليهود والنصارى أشد من الاحتفال معهم]

فإن قال قائل: أيهما أشد التهنئة أم الاحتفال؟ ف

الجواب

التهنئة أشد من الاحتفال من جهة أنها تستلزم التصحيح أو الإقرار بهذه العقيدة الفاسدة، فإن احتفالهم هو مجرد لعب، فإن اليومين الذين كانوا يلعبون فيهما في الجاهلية كان لهم فيها سبب، والسبب: أنَّ عيسى مات، وبقي اللعب، فإن من أعيادهم التي لم يعرف سببها: يوم اليهود عند الفراعنة، أو يوم الزينة، أو عيد الربيع، أو يوم القيامة عند النصارى، فلو عملت بحثاً للنظر في هذه الأعياد من أين أتت؟ فإنك لن تصل إلى نتيجة قطعية، هل هي من عند الفراعنة أم من عند النصارى؟ والنصارى هؤلاء هل درسوه فعرفوا السبب فجعلوه عيداً؟ أم أنه أخذ وعطاء ورأيت الناس قد اجتمعوا فاجتمعت معهم؟ فإن أعيادهم ذهاب إلى البحر، وأكل للفطير، وغيره من المأكولات، والأولاد يلعبون، وأصبح الموضوع كله لعباً ولهواً وانتهى الموضوع ومات السبب أياً كان السبب، فإن هذا له ارتباط بالتأكيد بالعقيدة الكافرة عقيدة النصارى، وهؤلاء الناس الذين يشاركونهم في هذه الاحتفالات، الأمر عندهم مجرد لهو ولا يلتزمون اللوازم الكفرية، فهذه قضية تحتمل التفصيل والإجمال، فالتفصيل لا بد فيه من إقامة الحجة، أما الإجمال فلا يجوز مشاركتهم في احتفالاتهم، فلو أن شخصاً قال: اعذروا النصارى أيضاً، فإنَّ اليهود والنصارى كفروا إجمالاً، وكذبوا الرسول إجمالاً، وأشركوا بالله إجمالاً، فقالوا: الله أكثر من إله، أو ثالث ثلاثة، أو كذبوا القرآن إجمالاً، فليس لهم دخل في القرآن، بخلاف عوام المسلمين فإنهم صدقوا إجمالاً، فهؤلاء هم هؤلاء، فالرد على من قال ذلك هو: أن ليس هؤلاء كهؤلاء قطعاً بلا شك، أي: عوام المسلمين ليسوا كعوام الكفار، فالكفار قد زرع في نفوسهم الكفر فهم مكذبون، وقد كذبوا بالحق اتباعاً للباطل، وأما أهل الإيمان فقد وجدوا أهلهم مصدقين فصدقوا اتباعاً للحق، فإنَّ التسوية بين الفريقين ظلم وإهدار لأعظم كلمة جاء بها الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وهي: لا إله إلا الله، محمدٌ رسول الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>