قال المصنف رحمه الله تعالى: [وقد ذكر الله سبحانه وتعالى الإيمان بما جاءت به الأنبياء في غير موضع، كقوله تعالى:{قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}[البقرة:١٣٦]]، إذاً ربنا أمر بالإيمان بما أوتي النبيون وليس الأولياء، فالأولياء يخطئون ويصيبون.
والمبتدعون في ذلك يرون وقوع الإلهام وحياً قاطعاً لا يقبل أن يكون فيه تردد، فهذا يلحقه بالوحي المنزل من عند الله، فيترتب على ذلك الخلل الكبير جداً، فتأتي البدع من أوسع أبوابها من خلال هذا الإلهام المدعى والكشف المدعى.
قال المصنف رحمه الله تعالى:[وهذا الذي ذكرته من أن أولياء الله يجب عليهم الاعتصام بالكتاب والسنة، وأنه ليس فيهم معصوم يسوغ له أو لغيره اتباع ما يقع في قلبه من غير اعتبار بالكتاب والسنة؛ هو مما اتفق عليه أولياء الله عز وجل].
ومنبع العصمة من الرافضة فإن أول بدعة في إثبات العصمة لغير الأنبياء كانت عند الرافضة الذين يقولون بعصمة الائمة الإثني عشر، ومن خلالهم تسرب هذا إلى مشايخ الصوفية وغيرهم.
يقول المصنف رحمه الله تعالى:[ومن خالف في هذا فليس من أولياء الله الذين أمر الله باتباعهم، بل إما أن يكون كافراً وإما أن يكون مفرطاً في الجهل، وهذا كثير في كلام المشايخ].
أي: أن هذا الأمر متفق عليه من عرض ما يقع في الكتاب والسنة وموجود في كلام المشايخ.