والشيطان يضل بني آدم بحسب قدرته، فمن عبد الشمس والقمر والكواكب ودعاها، كما يفعل أهل الكواكب، فإنه ينزل عليه شيطان يخاطبه ويحدثه ببعض الأمور، ويسمون ذلك روحانية الكواكب، وهو الشيطان.
والشيطان وإن أعان الإنسان على بعض مقاصده فإنه يضره أضعاف ما ينفعه، وعاقبة من أطاعه إلى شر، إلا أن يتوب الله عليه.
وكذلك عباد الأصنام قد تخاطبهم الشياطين، وكذلك من استغاث بميت أو غائب، وكذلك من دعا الميت أو دعا به، أو ظن أن الدعاء عند قبره أفضل منه في البيوت والمساجد، ويروون حديثاً مكذوباً باتفاق أهل المعرفة، وهو:(إذا أعيتكم الأمور فعليكم بأصحاب القبور) وإنما هذا وضعه من فتح باب الشرك.
ويوجد لأهل البدع وأهل الشرك المتشبهين بهم، من عباد الأصنام والنصارى والضلال من المسلمين، أحوال يظنونها كرامات، وهي من الشياطين، مثل: أن يضعوا سراويل عند القبر فيجدونه قد انعقد، أو يضعون عند القبر مصروعاً فيرون شيطانه قد فارقه، فيفعل بهم الشيطان هذا ليضلهم.
وإذا قرأت آية الكرسي هناك بصدق بطل ذلك، فإن التوحيد يطرد الشيطان، ولهذا حمل بعضهم في الهواء فقال: لا إله إلا الله، فسقط، ومثل أن يرى القبر قد انشق وخرج منه إنسان فيظنه الميت وهو شيطان!