قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وأما لفظ العبث: فقال تعالى في البعث الكوني: {فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَفْعُولًا}[الإسراء:٥]].
يعني: سلط الله تعالى على بني إسرائيل ملكاً جباراً، ولم يكن ذلك إلا بعد كفرهم، فهذا بأس كوني.
وقوله:((فَجَاسُوا خِلالَ الدِّيَارِ))، أي: خلال المسجد الأقصى الذي بناه يعقوب أو إبراهيم أو إسحاق عليهم السلام، فبيت المقدس بني على التوحيد، وهو خير مسجد في الأرض بعد المسجد الحرام، والمسجد النبوي، وما تدميره من قبل اليهود بل وما تسلط اليهود على المسلمين؛ إلا لأنهم مفرطون في حق الله تعالى، حتى قام النصارى بوضع الصليب على قبة الصخرة.
قوله:{وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا}[الإسراء:٧]، يعني لما دخل المسلمون يبت المقدس في عهد عمر لم يتبروه، ولما دخلوه في عهد صلاح الدين رغم النصارى، فإن المسلمين لم يدمروا المسجد الأقصى بل لم يدخلوه إلا معظمين له.
وقوله:{عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ}[الإسراء:٨]، هذا من أجل التخفيف عنهم؛ لأن المسلمين لما دخلوا بيت المقدس كان دخولهم رحمة بالنصارى المشركين.
ثم قال: [وقال في البعث الديني: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ}[الجمعة:٢].