فالإنسان ظالم جاهل، وغاية المؤمنين والمؤمنات التوبة، وقد أخبر الله تعالى في كتابه بتوبة عباده الصالحين، ومغفرته لهم.
وثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لن يدخل الجنة أحد بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله!؟ قال: ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة منه وفضل).
وهذا لا ينافي قوله:{كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}[الحاقة:٢٤].
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم نفى باء المقابلة والمعادلة، والقرآن أثبت باء السبب).
يعني: بسبب الأعمال نلتم الجنة برحمة الله، الأعمال سبب لنيل الرحمة؛ لأن أما إن الأعمال تساوي الجنة وتوجبها فلا؛ لأن الذي يوجب ذلك رحمة الله، فالإنسان لا يجعل حسناته في مقابلة نعم الله عز وجل، لكن الأعمال تكون سبباً لنيل الرحمة، والرحمة بها يدخل العبد الجنة.
ثم يقول:(وقول من قال: إذا أحب الله عبداً لم تضره الذنوب، معناه: أنه إذا أحب عبداً ألهمه التوبة والاستغفار فلم يصر على الذنوب، ومن ظن أن الذنوب لا تضر من أصر عليها فهو ضال مخالف للكتاب والسنة وإجماع السلف والأئمة، بل من يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره.