قال المؤلف رحمه الله تعالى:[وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أولياء الله تعالى على أن الأنبياء أفضل من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء].
فالأنبياء هم خاصة أولياء الله، فكل نبي ولي، وليس كل ولي نبياً، فاتفق سلف الأمة وأئمتها وسائر أولياء الله تعالى على أن الأنبياء أفضل من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء، إلا الرافضة الذين قولهم قول كفري والعياذ بالله، فغلاة الرافضة يقولون: إن بعض الأولياء أفضل من الأنبياء، يقول الخميني: إننا معشر الشيعة الإمامية نعتقد أن لأئمتنا أحوالاً مع الله لا يبلغها ملك مقرب ولا نبي مرسل والعياذ بالله! ومثل هؤلاء غلاة الصوفية الذين يقولون: مقام الولي في برزخ دون الرسول وفوق النبي؛ لأن الترتيب عندهم الرسول ثم الولي ثم النبي وهذا كفر والعياذ بالله! يقول المؤلف رحمه الله تعالى: [وقد رتب الله عباده السعداء المنعم عليهم أربع مراتب: فقال: {وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا}[النساء:٦٩]].
وبالنسبة لتقسيم ابن تيمية الكافر إلى نوعين قد يقول قائل: والساحر والكاهن الذي يأتيه ويصدقه هل يكون كافراً؟ نحن نقول: ابن تيمية هنا يتكلم عن الخروج الذي هو الكفر الأكبر الذي استسلم فيه العبد لله ولغيره فيكون مشركاً، ومن استكبر على عباده كان مستكبراً، فهذان الاثنان شركهما أكبر من إتيان الكاهن أو الساحر، فهذا منه ما هو أكبر ومنه ما هو أصغر، فلو أن شخصاً ذهب إلى الكاهن واعتقد فيه علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله فهذا كفر أكبر، لكن إن صدقه فيما هو من خصائص الربوبية كأن صدقه في الغيب النسبي من أنه سيحضر له الحاجة المسروقة ويعرف مكان الضالة، وهو الغيب الذي غاب عن البعض وعرفه البعض والعياذ بالله! فهذا يعتقد أنه يعلم الغيب عن طريق الكلمة التي أخذها من السماء ونحوها، فهذا النوع كفر دون كفر، لكن الذي يذهب إلى الساحر ويقول له: من أجل أن أعمل لك هذا العمل لابد أن ترمي المصحف في القاذروات، ولابد أن تذبح للجني، ولابد أن تسجد للصنم، ففعل ذلك فهذا أشرك بالله، ولو اعتقد أن الساحر يضر وينفع من دون الله، وأن الكواكب تفعل ما يطلب منها، فهذا يكون كفراً أكبر والعياذ بالله! وشخص آخر ذهب إلى الساحر وأراد منه أن يعمل له شيئاً فأقنعه الساحر أن عنده ملائكة أو جناً مسلمون يساعدونه في الخير، وسيعمل له العمل من غير ما يصرف العبادة لغير الله، فوافقه؛ فهذا شرك أصغر، فهنا في هذا المقام يقول ابن تيمية: إن الله عز وجل رتب عباده السعداء أربع مراتب.
يقول المؤلف رحمه الله تعالى: [وفي الحديث: (ما طلعت الشمس ولا غربت على أحد بعد النبيين والمرسلين أفضل من أبي بكر)].
هذا حديث ضعيف، لكن معناه صحيح بلا شك، فـ أبو بكر الصديق أفضل أمة محمد صلى الله عليه وسلم بعد النبي عليه الصلاة والسلام، وهو أفضل من كل أصحاب الأنبياء إلى قيام الساعة، إلا ما كان من شأن عيسى صلى الله عليه وسلم فإنه من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ولكنه رسول، ونحن نقول: هناك اتفاق على أن الأنبياء أفضل من الأولياء الذين ليسوا بأنبياء، ونقول: إن سيدنا أبا بكر أفضل هذه الأمة بغض النظر عن عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم بعد النبي صلى الله عليه وسلم.