قال المؤلف رحمه الله تعالى:[وأما من زاد على ذلك من الجهال الذين يقولون: إن الورق والجلد والوتد وقطعة من الحائط كلام الله فهو بمنزلة من يقول: ما تكلم الله بالقرآن ولا هو كلامه.
هذا الغلو من جانب الإثبات يقابل التكذيب من جانب النفي، وكلاهما خارج عن السنة والجماعة.
] فهؤلاء مبتدعة يقابلهم المبتدعة الذين يقولون: ما في المصحف هو كلام الله، وزاد بعض الجهال أن قالوا: إن الورق والجلد والوتد وقطعة من الحائط كلام الله، وهؤلاء عكس أولئك، فالأشاعرة يقولون: ليس في المصحف كلام الله، وليس فيه إلا ورق وجلد ومداد وحروف وأصوات ويجوز لك أن تدوسها بقدميك، وليس فيه كلام الله وقابلهم بعض الجهال فقال: إن الورق والجلد والوتد وقطعة من الحائط كلام الله، فهؤلاء مبتدعة وأولئك مبتدعة، فالجلد ليس بكلام الله، والورق ليس بكلام الله، لكن كلام الله مكتوب في المصحف، وأما الورق والجلد والمداد فليس كلام الله، فهو بمنزلة من يقول: ما تكلم الله بالقرآن ولا هو كلامه، وهذا الغلو من جانب الإثبات يقابله الغلو من جانب النفي، يعني: أن الأشاعرة الذين يقولون: ليس في المصحف كلام الله غلو في النفي، وهؤلاء الذين قالوا: إن الورق والجلد كلام الله غلو من جهة الإثبات فهؤلاء يقابلون هؤلاء، ولهذا قال المؤلف: هذا الغلو من جانب الإثبات يقابله الغلو من جانب النفي، وكلاهما خارج عن السنة والجماعة.