أي: أكمل الله لهذا النبي الكريم وهو محمد صلى الله عليه وسلم له ولأمته الدين، فالدين كامل ليس فيه نقص، ولا يحتاج إلى زيادة، كما قال سبحانه:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}[المائدة:٣].
وقوله رحمه الله تعالى:(وأتم عليهم النعمة) أي: أتم الله عليهم النعمة بهدايتهم إلى الصراط المستقيم حيث أنزل عليهم هذا الكتاب العظيم، وأرسل إليهم هذا الرسول العظيم.
ولهذا أنزل الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم هذه الآية يوم عرفة في حجة الوداع:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}[المائدة:٣].
وقد ثبت أن يهودياً قال لـ عمر بن الخطاب رضي الله عنه: آية في كتابكم لو أنها أنزلت علينا معشر اليهود لاتخذنا يومها عيداً، قال عمر: أي آية هذه؟ فقال اليهودي:{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا}[المائدة:٣]، فقال عمر:(إني لأعلم المكان الذي نزلت فيه، واليوم الذي نزلت فيه؛ نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع في مكة في يوم عرفة وكان يوم جمعة) فيوم الجمعة عيد لنا، ويوم عرفة عيد لنا، والمكان مكان شريف، والآية عيد لنا بحمد الله.