قال المؤلف رحمه الله تعالى:[وكذلك من كفر المسلمين أو استحل دماءهم وأموالهم ببدعة ابتدعها ليست في كتاب الله ولا سنة رسوله فيجب نهيه عن ذلك وعقوبته بما يزجره ولو بالقتل أو القتال، فإذا عوقب المعتدون من جميع الطوائف، وأكرم المتقون من جميع الطوائف كان ذلك من أعظم الأسباب التي ترضي الله ورسوله وتصلح أمر المسلمين، ويجب على أولي الأمر -وهم علماء كل طائفة وأمراؤها ومشايخها- أن يقوموا عامتهم ويأمروهم بالمعروف، وينهوهم عن المنكر، ويأمرونهم بما أمر الله به ورسوله، وينهونهم عما نهى عنه ورسوله صلى الله عليه وسلم].
كذلك من كفر المسلمين أو استحل دماءهم وأموالهم ببدعة، مثل ما يفعل الخوارج فهم يكفرون الناس بالمعاصي وبالكبائر ففي اعتقادهم أن من زنى كفر، ومن شرب الخمر كفر، ومن عق والديه كفر، فهذا يجب نهيه عن ذلك وعقوبته بما يزجره، فإن لم ينزجر إلا بالقتل قتل، وإن كانت طائفة يقاتلون حتى يتوبوا من هذه البدعة.
قال المؤلف: فإذا عوقب المعتدي وأكرم المتقون من جميع الطوائف كان هذا من أعظم الأسباب التي ترضي الله ورسوله، ويجب على أولي الأمر وهم علماء كل طائفة وأمراؤها ومشايخها أن يقوموا عامتهم ويأمروهم بالمعروف، وينهوهم عن المنكر، ويأمرونهم بما أمر الله به ورسوله، وينهونهم عما نهى الله، فهذا واجب عليهم، فيجب أن توجد طائفة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، فإن تركت الأمة هذا الأمر فقدت الخيرية التي وصفها الله تعالى بقوله:{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ}[آل عمران:١٠٤] أمة أي: طائفة.
{وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران:١٠٤] فما هي الأمور التي يأمر بها الإنسان؟ وما هي الأشياء التي ينهى عنها؟ وما هو المعروف؟ المعروف: كل ما أمر الله به ورسوله، والمنكر: كل ما نهى الله عنه نهي تحريم أو تنزيه.