قال المؤلف رحمه الله تعالى: [والسنة في زيارة قبور المسلمين نظير الصلاة عليهم قبل الدفن، قال الله تعالى في كتابه عن المنافقين:{وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}[التوبة:٨٤] فكان دليل الخطاب أن المؤمنين يصلى عليهم ويقام على قبورهم.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا:(السلام عليكم أهل دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، يرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين، نسأل الله لنا ولكم العافية، اللهم لا تحرمنا أجرهم، ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم)].
السنة في زيارة قبور المسلمين أن يدعى لهم، ويترحم عليهم؛ لأن الميت بحاجة إلى دعائك، وهو بحاجة إليك، وأنت لست بحاجة إليه.
فالسنة في زيارة قبور المسلمين الدعاء لهم والترحم عليهم، فيستفيد الميت بالدعاء لهم والترحم عليهم، وتستفيد أنت أيها الحي بأن تتذكر الموت فيرق قلبك؛ ففيه فائدة للحي وفائدة للميت، ولهذا قال المؤلف: والسنة في زيارة قبور المسلمين نظير الصلاة عليهم قبل الدفن، فكما أننا ندعو لهم في الصلاة عليهم قبل الدفن فكذلك ندعو لهم عند زيارتنا لهم بعد الدفن.
قال الله تعالى في كتابه عن المنافقين مخاطباً نبيه:{وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلا تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ}[التوبة:٨٤] أي: لا تصل يا محمد! على أحد من المنافقين ولا تقم على قبره للدعاء عليه، ما السبب؟ قال الله:{إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ}[التوبة:٨٤].
إذاً: فالعلة هي الكفر، فمن كان كافراً فلا يصلى عليه إذا مات، ولا يقام على قبره بالدعاء له بعد الدفن، قال المؤلف: فكان دليل الخطاب -يعني: المطلوب- أن المؤمنين يُصلى عليهم، ويُقام على قبورهم بعد الدفن بالدعاء.