اختلف العلماء هل الكفار يرون الله عز وجل في موقف القيامة أو لا يرونه؟ على ثلاثة أقوال: قيل: لا يراه إلا المؤمنون فقط؛ استدلالاً بقوله تعالى:{كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ}[المطففين:١٥]، وقيل: يراه أهل الموقف كلهم مؤمنهم وكافرهم ثم يحتجب عن الكفار، وقيل: لا يراه إلا المؤمنون والمنافقون فقط؛ لأن المنافقين كانوا معهم في الدنيا، ولأحاديث وردت بأنهم يكونون معهم حتى يروا الله ثم يسجدون لله، فيأتي المنافق فيسجد فيكون ظهره طبقاً ولا يستطيع السجود، وذلك قول الله تعالى:{يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ}[القلم:٤٢].
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال صلى الله عليه وسلم: (جنات الفردوس أربع: جنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما وما فيهما، وجنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن)].
هذا حديث ثابت في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري، وفيه: وأن الفردوس أربع جنان: جنتان من ذهب وجنتان من فضة، ثم قال:(وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء على وجهه في جنة عدن) يعني: أنه سبحانه في يوم القيامة يكشف الحجاب فيرونه.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل أهل الجنة الجنة نادى منادٍ: يا أهل الجنة! إن لكم عند الله موعداً يريد أن ينجزكموه، فيقولون: ما هو؟ ألم يبيض وجوهنا ويثقل موازيننا ويدخلنا الجنة ويجرنا من النار؟ فيكشف الحجاب فينظرون إليه فما أعطاهم شيئاً أحب إليهم من النظر إليه، وهي الزيادة)].
هذا حديث صريح بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة، وأن الله يكشف الحجاب فينظرون إليه، وأن رؤيتهم له سبحانه وتعالى أعظم نعيم يعطونه في الجنة، وهي الزيادة التي في قوله تعالى:{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[يونس:٢٦] فالحسنى: الجنة، والزيادة: النظر إلى وجه الله، فالمؤمنون لهم الجنة ولهم الزيادة وهي النظر إلى وجه الله الكريم.