المؤلف سرد لنا أمثلة للمعروف وأمثلة للمنكر فقال رحمه الله تعالى:[فالأول مثل شرائع الإسلام وهي الصلوات الخمس في مواقيتها، وإقامة الجمعة والجماعات من الواجبات والسنن الراتبات كالأعياد وصلاة الكسوف والاستسقاء والتراويح وصلاة الجنائز وغير ذلك.
وكذلك الصدقات المشروعة، والصوم المشروع، وحج البيت الحرام.
ومثل الإحسان وهو: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك].
فكل هذه الأمور المعروفة تُعد من المعروف، فصلاة الجمعة والسنن الرواتب والأعياد والكسوف والاستسقاء والتراويح وصلاة الجنائز وحج البيت كلها معروفة، ويجب على المسلم أن يأمر بها؛ لأنها من الدين وقد أمر الله بها ورسوله.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [ومثل سائر ما أمر الله به ورسوله من الأمور الباطنة والظاهرة، ومثل إخلاص الدين لله، والتوكل على الله، وأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، والرجاء لرحمة الله، والخشية من عذابه، والصبر لحكم الله، والتسليم لأمر الله.
ومثل صدق الحديث، والوفاء بالعهود، وأداء الأمانات إلى أهلها، وبر الوالدين، وصلة الأرحام، والتعاون على البر والتقوى، والإحسان إلى الجار واليتيم والمسكين، والعدل في المقال والفعال، ثم الندب إلى مكارم الأخلاق مثل: أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، قال الله تعالى:{وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ * وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الأُمُورِ}[الشورى:٤٠ - ٤٣]].
فكل هذه أمثلة للأمر بالمعروف، والقاعدة في المعروف هي: كل ما أمر الله به ورسوله، سواء أمر وجوب أو أمر استحباب، وسواء كان من الأمور الباطنة أو الأمور الظاهرة، فالأمور الباطنة مثل إخلاص الدين، والتوكل على الله وأن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، والرجاء لرحمة الله، والخشية من عذابه، والصبر لحكمه والتسليم لأمره، والأمور الظاهرة مثل صدق الحديث، والوفاء في العهود وأداء الأمانات إلى آخر ذلك وهي أمور واضحة.