[التحذير من التفريق بين الأمة وامتحانها بما يزيد فرقتها واختلافها]
قال المؤلف رحمه الله تعالى: [فَصْلٌ: وَكَذَلِكَ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْأُمَّةِ وَامْتِحَانِهَا بِمَا لَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ مِثْلَ أَنْ يُقَالَ لِلرَّجُلِ: أَنْتَ شكيلي أَوْ قرفندي، فَإِنَّ هَذِهِ أَسْمَاءٌ بَاطِلَةٌ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ وَلَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلا سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَلَا فِي الْآثَارِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ سَلَفِ الْأَئِمَّةِ لَا شكيلي وَلَا قرفندي.
وَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ إذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ: لَا أَنَا شكيلي وَلَا قرفندي؛ بَلْ أَنَا مُسْلِمٌ مُتَّبِعٌ لِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ.
] ذكر المؤلف رحمه الله فيما سبق الكلام على الصحابة، وأنه يجب على المسلم الاقتصاد والاعتدال في الصحابة، وليس له أن يغلو في الصحابة ولا في آل البيت فيرفعهم عن مقامهم إلى مقام النبوة أو الألوهية، وليس له أن يجفو الصحابة أو يسبهم، بل يقتصد ويعتدل.
ثم قال المؤلف: (وَكَذَلِكَ التَّفْرِيقُ بَيْنَ الْأُمَّةِ وَامْتِحَانِهَا بِمَا لَمْ يَأْمُرْ اللَّهُ بِهِ وَلَا رَسُولُهُ مِثْلَ أَنْ يُقَالَ لِلرَّجُلِ: أَنْتَ شكيلي، أَوْ قرفندي) هذه أسماء كأنها ألقاب أو فرق كانت موجودة عندهم في ذلك الوقت، ولذا قال (فَإِنَّ هَذِهِ أَسْمَاءٌ بَاطِلَةٌ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ وَلَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَلَا فِي الْآثَارِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ سَلَفِ الْأَئِمَّةِ لَا شكيلي وَلَا قرفندي.
وَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ إذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ: لَا أَنَا شكيلي وَلَا قرفندي؛ بَلْ أَنَا مُسْلِمٌ مُتَّبِعٌ لِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ) يعني: ينبغي للإنسان المسلم أن يكون انتسابه للإسلام وأن يجتمع المسلمون تحت فرقة واحدة، يقول: أنا من أهل السنة أنا مسلم، لا كما هو موجود في هذا العصر، هذا يسمى إخوانياً وهذا يسمى سرورياً وهذا يسمى سلفياً، كل هذه الأسماء مفرِّقة فالواجب على الإنسان المسلم اتباع الكتاب والسنة، ويجب على المسلمين أن ينضووا تحت راية الإسلام، لك أن تقول: أنا مسلم، أنا متبع للكتاب والسنة، أنا من أهل السنة والجماعة، أنا متبع لآثار السلف من أهل السنة والجماعة، ولذلك جاء في الحديث: (أنه حصل خلاف في بعض الغزوات بين مهاجري وأنصاري فنادى الأنصاري: يا للأنصار، ونادى المهاجري: يا للمهاجرين.
فلما تنادوا فيما يزيد التفرقة، غضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ دعوها فإنها منتنة) والمهاجري والأنصاري اسمان إسلاميان، لكن لما كان هناك تحزب، وتعصب غضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم؟ دعوها فإنها منتنة)، أي: لا تتحزبوا وإنما اجتمعوا.
فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال عن اسمين إسلاميين: (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم) فكيف بغيرها من الأسماء؟! كيف يتفرق المسلمون؟! يجب على كل مسلم أن يحكم الكتاب والسنة، وينظر إن كانت أعماله موافقة للكتاب والسنة فهي حق، وإن كانت مخالفة للكتاب والسنة فهي باطل، وإن كان فيها حق وفيها باطل فيأخذ الحق ويرد الباطل.
ولا ينبغي التحزب، بعض الشباب الآن يتحزبون، صار بعضهم ينشغل بهذا، فتراه يسأل: أنت تنتسب إلى الإخوان؟ أنت سروري؟ أنت سلفي؟ وهكذا حتى صار بينهم تحزبات وعداوات ومشاحنات، وتركوا العلم.
الواجب على الشاب طالب العلم أن يقبل على العلم، ويترك هذه النعرات وهذه التحزبات والعصبيات، وأن يعمل بالكتاب والسنة، ولا ينتمي إلى هذه الفرق، فهذه الفرق يجب أن تجتمع وتتحد وأن تعمل بكتاب الله وسنة رسوله، ومن خالف الكتاب والسنة سواء كان في العقيدة أوفي العبادة أو في المعاملات فعليه الرجوع إلى الكتاب والسنة.
ولهذا المؤلف رحمه الله أنكر على التحزبات في زمانه: كأن يقال أنت شكيلي أو أنت قرفندي، هذه تحزبات كانت موجودة في زمانه، ونحن في زماننا تحزبات، ولهذا قال المؤلف رحمه الله: (هَذِهِ أَسْمَاءٌ بَاطِلَةٌ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ) كون بعض الناس يقول: أنت سروري أو أنت إخواني أو أنت من أهل كذا، أو أنت من جماعة التبليغ، هذه كلها أسماء ما أنزل الله بها من سلطان، الواجب الانتساب إلى الكتاب والسنة، وسلف الأمة ولهذا قال المؤلف رحمه الله (هَذِهِ أَسْمَاءٌ بَاطِلَةٌ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ وَلَيْسَ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ وَلَا فِي الْآثَارِ الْمَعْرُوفَةِ عَنْ سَلَفِ الْأَئِمَّةِ لَا شكيلي وَلَا قرفندي.
وَالْوَاجِبُ عَلَى الْمُسْلِمِ إذَا سُئِلَ عَنْ ذَلِكَ أَنْ يَقُولَ: لَا أَنَا شكيلي وَلَا قرفندي؛ بَلْ أَنَا مُسْلِمٌ مُتَّبِعٌ لِكِتَابِ اللَّهِ وَسُنَّةِ رَسُولِهِ) إذا قال لك: أنت إخواني أو سلفي أو سروري أو تبليغي فقل له: أنا مسلم متبع لكتاب الله وسنة رسوله، أنا من أهل السنة والجماعة، أعمل بكتاب الله وسنة رسوله، وحينئذ تلقمه حجراً وتقطع باب الجدال بينك وبينه.
تقول: أنا مسلم متبع للكتاب والسنة، لا أنا إخواني ولا سروري ولا من جماعة التكفير والهجرة، ولا من جماعة التبليغ، إنما أنا مسلم متبع لكتاب الله وسنة رسوله، من أهل السنة والجماعة.
وما يفعله بعض الشباب من إضاعة الأوقات في العداوات والتحزبات، ويصنفون الناس إلى كذا وإلى كذا، وينشغلون عن طلب العلم، كل هذا من مكر الشيطان وتسويله وخداعه، حتى يفرق المسلمين، وهذه من دسائس الكفرة وأهل البدع الذين يريدون أن يفرقوا بين المسلمين، ويريدون أن يفسدوا على الشباب التزامهم واتباعهم للكتاب والسنة، وأن يقطعوا عليهم طلب العلم، والطريق الموصل إلى العلم؛ بهذه التحزبات وهذه الحزازات والعداوات، فالواجب على طالب العلم أن يقبل على طلب العلم، ويدع هذه التحزبات.