ثم بين المؤلف الشيء الذي يجمع هذا بعد ذلك فقال رحمه الله تعالى: [وجماع ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}[آل عمران:١٠٢ - ١٠٣] إلى قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران:١٠٤]، فمن الأمر بالمعروف: الأمر بالائتلاف والاجتماع والنهي عن الاختلاف والفرقة، ومن النهي عن المنكر: إقامة الحدود على من خرج عن شريعة الله تعالى].
هذا الأمر الذي سبق أن ذكرته له شيء يجمعه، وهو: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، هذا هو الذي يجمعها، فإذا أمر الناس بالمعروف ونهوا عن المنكر صلحت أحوالهم واستقامت أمورهم، واستقاموا على دين الله وكانوا أبعد ما يكونون عن الفرقة والخلاف، وسلموا من العقوبات والنكبات في الدنيا والآخرة، ولهذا قال المؤلف: وجماع ذلك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كما قال تعالى:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}[آل عمران:١٠٢ - ١٠٣] إلى قوله: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}[آل عمران:١٠٤].
يقول: كيف يكون جماع ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟ قال: فمن الأمر بالمعروف الأمر بالائتلاف والاجتماع ومن النهي عن المنكر النهي عن الاختلاف والفرقة، ومن النهي عن المنكر كذلك إقامة الحدود على من خرج عن شريعة الله.
إذاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجمع هذا الأمر الذي سببه استقامة الناس وصلاحهم وسلامتهم من الفرقة والاختلاف والعذاب والنكبات؛ لأن من الأمر بالمعروف الأمر بالائتلاف والاجتماع، ومن النهي عن المنكر إقامة الحدود على من خرج عن شريعة الله، فإذا أقام الناس الحدود على من خرج عن شريعة الله وأمروا بالائتلاف والاجتماع سلموا من العداوة والبغضاء والفرقة والاختلاف ثم يسلمون من العقوبات والنكبات وتسليط الأعداء.