الغالب على شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنه يقول: أما بعد، وهذه الكلمة يؤتى بها للفصل للدخول في صلب الموضوع بعد الإتيان بخطبة الكتاب ويقال: وبعد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً ما يأتي بها في خطبته في يوم الجمعة عليه الصلاة والسلام فيقول:(أما بعد: فإن أحسن الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة) فكان شيخ الإسلام يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، أما قوله: وبعد فإنه اختصرها.
واختلف في أول من قال: أما بعد، قيل: أول من قالها داود عليه الصلاة والسلام، وقيل: أول من قالها قس بن ساعدة الإيادي، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يستعملها في خطبه.