قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وعماد الدين الذي لا يقوم إلا به هو: الصلوات الخمس المكتوبات، ويجب على المسلمين من الاعتناء بها ما لا يجب من الاعتناء بغيرها، كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكتب إلى عماله: إن أهم أمركم عندي الصلاة، فمن حفظها وحافظ عليها حفظ دينه، ومن ضيعها كان لما سواها من العمل أشد إضاعة.
وهي أول ما أوجبه الله من العبادات، والصلوات الخمس تولى الله إيجابها بمخاطبة رسوله ليلة المعراج، وهي آخر ما وصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته وقت فراق الدنيا، وجعل يقول:(الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم)، وهي أول ما يحاسب عليه العبد من عمله، وآخر ما يفقد من الدين فإذا ذهبت ذهب الدين كله، وهي عمود الدين فمتى ذهبت سقط الدين، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله)، وقد قال الله في كتابه:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}[مريم:٥٩].
قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وغيره: إضاعتها تأخيرها عن وقتها ولو تركوها كانوا كفاراً.
وقال تعالى:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى}[البقرة:٢٣٨] والمحافظة عليها: فعلها في أوقاتها.
وقال تعالى:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}[الماعون:٤ - ٥] وهم الذين يؤخرونها حتى يخرج الوقت].
هذا فيه بيان عظم شأن الصلاة وأنها عماد الدين، يقول المؤلف رحمه الله: عماد الدين الذي لا يقوم إلا به هو الصلوات الخمس المكتوبات؛ لأن الصلوات الخمس هي أفرض الفرائض وأوجب الواجبات بعد توحيد الله عز وجل، وهي صلة العبد بربه، فإذا ترك العبد الصلاة قطع الصلة التي بينه وبين الله، وكيف يرجو الإنسان المدد من الله ويرجو رحمة الله وفضله وجوده وبره وهو قد قطع الصلة التي بينه وبينه؟! وكيف يقر له قرار؟ وكيف يهنأ بعيش؟ وكيف يهنأ بأكل وشرب؟ وكيف يتمتع بالحياة وقد قطع الصلة بينه وبين الله؟!!