قال المصنف رحمه الله تعالى: [فإن النبي صلى الله عليه وسلم روي عنه من وجوه متعددة رواها أهل السنن والمسانيد: كالإمام أحمد وأبي داود والترمذي وغيرهم أنه قال: (ستفترق هذه الأمة على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة).
وفي رواية:(من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي)].
والحديث كما ذكره المؤلف رحمه الله ثابت من وجوه متعددة رواها أهل السنن: وهي الكتب التي صنفت على الأبواب مثل: سنن الترمذي، وسنن أبي داود، وسنن ابن ماجة، وسنن النسائي، والمسانيد: وهي الكتب التي ألفت على أسماء الصحابة، يذكر الصحابي ثم يذكر بعده ما له من الحديث، كالإمام أحمد، والبزار، وأبي عوانة وغيرهم، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:(ستفترق هذه الأمة على ثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة)، فحدد أن الفرقة الناجية هي: الجماعة.
وفي رواية:(من كان على مثل أنا عليه اليوم وأصحابي).
فهم الجماعة وهم الذين كانوا على مثل ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهم أهل السنة والجماعة، وهم الطائفة المنصورة، وهم أهل الحق.
قال المصنف رحمه الله تعالى:[وهذه الفرقة الناجية].
والفرق عداها متوعدة بالنار وهم مبتدعة، كغلاة القدرية الذين ينفون علم الله، فإنهم كفار يخرجون من الثنتين والسبعين فرقة، وكذلك الجهمية الذين يسلبون الله أسماءه وصفاته نص على كفرهم جمع من أهل العلم، وذكر ابن القيم أنه كفرهم خمسمائة عالم في شرح الكافية الشافية قال رحمه الله: ولقد تقلد كفرهم خمسون في عشر من العلماء في البلدان فخمسون في عشرة أي: خمسمائة.
واللالكائي الإمام حكاه عنهم بل قد حكاه قبله الطبراني فالثنتان والسبعون فرقة هم من فرق المبتدعة، ولا يسلم إلا أهل السنة والجماعة.