للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[معية الله عز وجل وعلوه]

قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وهو سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه، ومع هذا فهو معهم أينما كانوا، كما قال سبحانه وتعالى: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد:٤]].

هذا هو الذي دل عليه القرآن الكريم، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه أهل الحق: أن الله سبحانه فوق سماواته على عرشه بائن من خلقه ومنفصل، فلم يدخل فيه شيء من خلقه، ومع هذا فهو معهم أينما كانوا بعلمه وإحاطته واطلاعه، وهو فوق العرش، وهو مع المؤمنين بلطفه وتأييده وتوفيقه وتسديده، فالمعية معية عامة ومعية خاصة.

فالمعية العامة: عامة للمؤمن والكافر، فالله مع كل أحد بعلمه، فالمعية العامة معية علم واطلاع وإحاطة ونفوذ القدرة والمشيئة، وهو سبحانه مع الخلق كلهم بعلمه، فيعلم أحوالهم ويطلع عليهم ويحيط بهم، وهم في قبضته وتحت تصرفه، وتنفذ فيهم قدرته ومشيئته، ولا يمتنعون منه.

والمعية الخاصة للمؤمنين، فهو مع المؤمنين خاصة بلطفه وتأييده وتوفيقه وتسديده كما قال تعالى لنبيه: {لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة:٤٠]، فهذه معية خاصة، وقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} [النحل:١٢٨]، هذه معية خاصة، وأما قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد:٤] فهذه معية عامة.

<<  <  ج: ص:  >  >>