قال المؤلف رحمه الله تعالى:[ومذهب جميع المرسلين ومن تبعهم من المؤمنين وأهل الكتاب أن الله سبحانه خالق العالمين، ورب السموات والأرض وما بينهما، ورب العرش العظيم، والخلق جميعهم عباده وهم فقراء إليه].
هذا مذهب جميع المرسلين الذين أرسلهم الله ومن تبعهم من المؤمنين وأهل الكتب: أن الله سبحانه خالق العالمين، ورب السموات والأرض وما بينهما، ورب العرش العظيم، والخلق جميعهم عباده وهم الفقراء إليه.
وهذا فيه إبطال لمذهب الحلولية والاتحادية الكفرة، الذين يقولون: الوجود واحد، وخالفوا جميع الأنبياء والمرسلين، وخالفوا جميع العقلاء، فإذا قلت للاتحادية: كلامكم هذا غير معقول مخالف للعقل، وينكره العقل والحس والسمع، قالوا: لن تفهم مذهبنا حتى تخرق الحس والعقل وتلغي عقلك فتكون مجنوناً! فحين تبطل كل هذه الأشياء تفهم المذهب.
فيصير بذلك كافراً والعياذ بالله! لأنه يترك الشرع ويلغي عقله ويكون مجنوناً حتى يفهم مذهب هؤلاء الملاحدة، وقالوا: لن تفهم الآن مذهبنا وأنت في إحساسك وشعورك ودينك، بل ألغ دينك وعقلك وشعورك وستفهم المذهب، فأنت الآن محجوب عن معرفة سر المذهب، نسأل الله السلامة والعافية، نعوذ بالله من زيغ القلوب.
والحلولية خالفوا جميع الأنبياء والمرسلين، وخالفوا ما عليه العقلاء، وخالفوا ما عليه الحس، ومذهب جميع المرسلين ومن تبعهم من المؤمنين أن الله سبحانه خالق العالمين ورب السموات والأرض وما بينهما ورب العرش العظيم، والخلق جميعهم عباده وهم فقراء إليه، وكل من في السموات والأرض سيأتي ربه يوم القيامة معبداً مجبوراً تنفذ فيه قدرة الله ومشيئته، قال الله عز وجل:{إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا}[مريم:٩٣ - ٩٥].