وهؤلاء رئيسهم ابن عربي، فـ ابن عربي يقول: الرب عبد والعبد رب يا ليت شعري من المكلف إن قلت عبد فذاك رب أو قلت رب أنى يكلف فاشتبه عليه الأمر والعياذ بالله! ومن أقوال ابن عربي: رب مالك، وعبد هالك، وأنت ذلك، العبد فقط والكثرة وهم، فما تراه من الأشخاص توهم وإلا فالوجود واحد، وكل ما تراه مظاهر لتجلي الله ولتجلي الحق، نعوذ بالله! ويقول ابن عربي: إن من أسماء الله الحسنى العلي، ثم يقول: علي على ماذا؟ ليس في الوجود إلا هو! نسأل الله السلامة والعافية، وهؤلاء من أكفر خلق الله.
وابن عربي لا ريب في قوله بوحدة الوجود، وهو يدعي أنه من كبار العارفين، وهناك من يقدس ابن عربي ويعظمه ويحترمه، وهناك من ينتصر له ويقول: إنه من كبار العارفين، وتطبع مؤلفات الاتحادية بورق ثقيل وهناك من يعتذر عن ابن عربي، وابن عربي له مؤلفات منها: الفتوحات المكية، وكتاب فصوص الحكم، وكتابه فصوص الحكم يعارض فيه القرآن، ويفسر القرآن بتفسيرات كفرية إلحادية، فيقول مثلاً: فصل نوح، ويأتي بقصة نوح، فصل هود وعاد، ويقول: إن الوجود واحد، وكل من عبد شيئاً فهو على صواب! فمن عبد الأصنام فهو على صواب! ومن عبد النار فهو على صواب! ومن عبد البشر فهو على صواب! ومن عبد الحجر فهو على صواب! ويكفر بالتخصيص، فيقول: الذي يمنع ويخصص ولا يعبد من البشر أحداً فهذا كافر! ويقول: سر حيث شئت فالله ثمَّ، وقل ما شئت فالواسع الله، وكل شيء تراه هو الله! ومن فروع هذا المذهب أن كل من عبد شيئاً فهو على صواب، ويقول: إن فرعون مصيب حينما قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى}[النازعات:٢٤]؛ لأن الله يتجلى في صورة معبود كما تجلى في صورة فرعون، ويتجلى في صور هادٍ كما يتجلى في صورة رجل، فكل من عمل شيئاً فهو على صواب! والذي يمنع من عبادة شيء فهو كافر! والذي يخصص ويقول: لا يعبد إلا شيء واحد فهو كافر، والعياذ بالله! وفسر قصة موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام وقصة إغراق الله فرعون فقال: إن فرعون أغرق ليزول الحسبان والتوهم؛ فإن فرعون قال:(أنا ربكم الأعلى) فخص نفسه فقط، وكل الناس أرباب، وليس خاصاً به، فلما توهم هذا التوهم أغرق تطهيراً له؛ ليزول الوهم والحسبان، حتى لا يتوهم أنه هو الرب وحده.
ويقول: إن موسى عليه السلام لما ذهب لميقات ربه ورجع إلى بني إسرائيل وجدهم يعبدون العجل ومعهم هارون، وهارون نصحهم وعجز عنهم وكادوا يقتلونه، ولما جاء موسى أخذ برأس أخيه يجره إليه من شدة الغضب وذلك عندما أخبره الله أن بني إسرائيل عبدوا العجل، لكن لما رآهم يعبدون العجل اشتد غضبه وألقى الألواح حتى تكسرت من شدة الغضب، وعفا الله عنه؛ لأنه غلطان! فقد ألقاها وفيها كلام الله، ثم أخذ بلحية أخيه هارون - وهو نبي مثله - يجره من شدة الغضب: كيف تتركهم يعبدون العجل؟ فقال له هارون:{قَالَ يَبْنَؤُمَّ لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي}[طه:٩٤] فهو أخوه من أمه وأبيه، لكن قال:(يَبْنَؤُمَّ) من باب الاستعطاف {لا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِي}[طه:٩٤].
يقول ابن عربي: إنما أخذ موسى بلحية هارون إنكاراً عليه حيث أنكر على القوم عبادة العجل، وقال: لِمَ لم تتركهم يعبدون العجل؟! والعياذ بالله! فالمقصود: أن ابن عربي هذا من أكفر خلق الله لرؤيته وحدة الوجود، ومثله ابن الفارض وابن سبعين والتلمساني، فكل هؤلاء من رءوس الكفر والعياذ بالله! فهم صوفية اتحادية ملاحدة.
وهم أشد كفراً من الحلولية؛ لأن الحلولية يثبتون وجودين، ولكن أحدهما حل في الآخر، والاتحادية يقولون: ليس هناك تعدد الوجود، بل هو واحد لا اثنين ولا تعدد، ولهذا يقولون: من قال عن الاتحادية: إنهم حلولية يقولون: أنت محجوب عن معرفة سر المذهب، ولا تعرف المذهب!