قال المؤلف رحمه الله تعالى:[وهؤلاء الذين يزعم أحدهم أنه يراه بعيني رأسه في الدنيا هم ضلال كما تقدم، فإن ضموا إلى ذلك أنهم يرونه في بعض الأشخاص: إما بعض الصالحين، أو بعض المردان، أو بعض الملوك أو غيرهم عظم ضلالهم وكفرهم، وكانوا حينئذٍ أضل من النصارى الذين يزعمون أنهم رأوه في صورة عيسى ابن مريم].
يعني: أن هؤلاء الذين يزعم أحدهم أنه رآه بعين رأسه هم ضُلاّل من الصوفية وغيرهم، فإن قالوا مع ذلك: إنه يرى في بعض الأشخاص أو في بعض الصالحين أو بعض المردان أو بعض الملوك عظم ضلالهم؛ لأن بعضهم يرون أن الله حل في المخلوقات، ويقولون: إن الله حل في بعض الصالحين، فإذا رأيت الصالح فقد رأيت الله؛ لأن الله حل فيه، نعوذ بالله.
وبعضهم يقول: إن الله حل في بعض المردان، والأمرد هو: الذي لا لحية له، أو يقول: إنه حل في بعض الملوك، وكل هؤلاء ظلال وكفار، وهم أضل من النصارى الذين يزعمون أنهم رأوا الله في صورة عيسى، فالنصارى يقولون: إنهم رأوا الله في صورة عيسى، وهؤلاء الضلال يقولون: إنهم رأوه في كل مكان وفي بعض الملوك أو بعض الصالحين.
قال المؤلف رحمه الله تعالى:[بل هم أضل من أتباع الدجال الذي يكون في آخر الزمان ويقول للناس: أنا ربكم، ويأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، ويقول للخربة: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها].
يعني: أن هؤلاء الضلال الذين يقولون: إن الله يرى في الدنيا أشد ضلالاً من أتباع الدجال، والدجال هو من بني آدم يدعي الصلاح، ثم النبوة، ثم الربوبية، وهو كافر مكتوب بين عينيه (ك ف ر)، فهؤلاء الذين يقولون: إن الله يرى في الدنيا أضل من أتباع الدجال الذي يكون في آخر الزمان ويقول للناس: أنا ربكم، ويأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت، ويقول للخربة: أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها، كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم.