للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذهب السلف الذى لا يعرف عن أحد منهم خلافه.

قال أبو شامة: فلا ينبغى أن يغتر بكل قراءة [تعزى لأحد السبعة ويطلق] (١) عليها لفظ الصحة إلا إن دخلت فى الضابط، وحينئذ لا ينفرد بنقلها مصنف عن غيره، ولا يختص ذلك بنقلها عنهم (٢)، بل إن نقلت عن غير السبعة فذلك لا يخرجها عن الصحة؛ فإن الاعتماد على تلك الأوصاف لا على من تنسب إليه، فإن القراءات المنسوبة إلى كل قارئ من السبعة وغيرهم منقسمة إلى المجمع عليه والشاذ، غير أن هؤلاء السبعة لشهرتهم، وكثرة الصحيح المجتمع (٣) عليه فى قراءتهم (٤)، تركن النفس لما نقل عنهم أكثر من غيرهم (٥).

وقول (٦) الناظم- رضى الله عنه-: «وافق وجه نحو ... » يريد أن القراءة الصحيحة هى التى توافق وجها ما من وجوه النحو، سواء كان أفصح أو (٧) فصيحا، مجمعا (٨) عليه أو مختلفا فيه اختلافا لا يضر مثله، وهذا هو المختار عند المحققين من ركن موافقة العربية، فكم من قراءة أنكرها بعض النحاة أو كثير منهم ولم يعتبر إنكارهم، بل أجمع قدوة السلف على قبولها، كإسكان بارِئِكُمْ [البقرة: ٥٤] ونحوه، وسَبَإٍ ويا بُنَيَّ [لقمان: ١٣]، وَمَكْرَ السَّيِّئِ [فاطر: ٤٣] ونُنْجِي (٩) الْمُؤْمِنِينَ بالأنبياء [٨٨].

وجمع البزى (١٠) بين ساكنين فى تاءاته ومد أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ [إبراهيم: ٣٧].


ابن سفيان، وعلى جده لأمه مهدى بن إبراهيم، وأبى الحسن أحمد بن محمد وغيرهم. من تصانيفه: «التفصيل الجامع لعلوم التنزيل»، و «الهداية فى القراءات السبع» توفى سنة ٤٤٠ هـ. ينظر:
إنباء الرواة (١/ ٩١ - ٩٢)، ومعجم الأدباء (٥/ ٣٩)، وبغية الوعاة (١/ ٣٥١)، وطبقات المفسرين (١/ ٥٦)، ومعجم المؤلفين (٢/ ٢٧).
(١) فى م: تقرأ لأحد السبعة وأطلق.
(٢) فى ص: عن غيره.
(٣) فى ص: المجمع.
(٤) زاد فى م: فى المجمع عليه.
(٥) من قوله: «وإذا اجتمعت الأركان» إلى قوله ... «أكثر من غيرهم» سقط فى د.
(٦) فى د: فقول.
(٧) فى د، ص: أم.
(٨) فى ز: مجتمعا.
(٩) فى م: ننجى.
(١٠) هو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبى بزة، وقال الأهوازى أبو بزة الذى ينسب إليه البزى، اسمه بشار، فارسى من أهل همذان، أسلم على يد السائب بن أبى السائب المخزومى، والبزة الشدة، ومعنى أبو بزة، أبو شدة، قال ابن الجزرى: المعروف لغة أن البزة من قولهم: بزة بزة إذا سلبه مرة، ويقال إن نافعا هو أبو بزة الإمام أبو الحسن البزى المكى مقرئ مكة ومؤذن المسجد الحرام، ولد سنة سبعين ومائة أستاذ محقق ضابط متقن، قرأ على أبيه وعبد الله بن زياد وعكرمة ابن سليمان ووهب بن واضح، قرأ عليه إسحاق بن محمد الخزاعى والحسن بن الحباب وأحمد ابن فرح وأبو عبد الرحمن عبد الله بن على وأبو جعفر محمد بن عبد الله اللهبيان وأبو العباس أحمد ابن محمد اللهبى فى قول الأهوازى والرهاوى وأبو ربيعة محمد بن إسحاق، وروى عنه القراءة قنبل وحدث عنه أبو بكر أحمد بن عميد بن أبى عاصم النبيل ويحيى بن محمد بن صاعد ومحمد بن على

<<  <  ج: ص:  >  >>