للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصحف نقلا متواترا.

وقال غيرهم: هو الكلام المنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم للإعجاز بسورة (١) منه. وكل من قال بهذا الحد اشترط التواتر، كما قال ابن الحاجب رحمه الله تعالى، للقطع بأن العادة تقضى بالتواتر فى تفاصيل مثله.

والقائلون بالأول لم يحتاجوا للعادة؛ لأن التواتر عندهم جزء من الحد؛ فلا يتصور (٢) ماهية القرآن إلا به، وحينئذ فلا بد من حصول التواتر عند أئمة المذاهب الأربعة، ولم يخالف منهم أحد فيما علمت بعد الفحص الزائد، وصرح به جماعات (٣) لا يحصون:

كابن عبد البر (٤) وابن عطية (٥) وابن تيمية (٦) والتونسى فى تفسيره والنووى


الحديث.
وله من التصانيف: مختصر الروضة فى الأصول، شرحها، مختصر الترمذى، شرح المقامات، شرح الأربعين النووية، شرح التبريزى فى مذهب الشافعى، إزالة الإنكار فى مسألة كاد.
وقال فى الدرر: سمع الحديث من التقى سليمان وغيره، وقرأ العربية على محمد بن الحسين الموصلى. وكان قوى الحافظة، شديد الذكاء، مقتصدا فى لباسه وأحواله متقللا من الدنيا، ولم تكن له يد فى الحديث. ذكره ابن مكتوم فى تاريخ النحاة.
مات فى رجب سنة عشر وسبعمائة- وبخط ابن مكتوم- سنة إحدى عشرة.
قال: وهو منسوب إلى طوفى قرية من أعمال بغداد. ينظر: بغية الوعاة (١/ ٥٩٩ - ٦٠٠).
(١) فى ص: سورة.
(٢) فى م، د: تتصور.
(٣) فى س: جماعة.
(٤) هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمرى الحافظ، أبو عمر. ولد بقرطبة. من أجلّة المحدثين والفقهاء، شيخ علماء الأندلس، مؤرخ أديب، مكثر من التصنيف. رحل رحلات طويلة وتوفى بشاطبة سنة ٤٦٣ هـ.
من تصانيفه (الاستذكار فى شرح مذاهب علماء الأمصار)، و (التمهيد لما فى الموطأ من المعانى والأسانيد)، و (الكافى) فى الفقه.
ينظر: الشذرات (٣/ ٣١٤)، وترتيب المدارك (٤/ ٥٥٦)، (٨٠٨) ط دار الحياة، وشجرة النور ص (١١٩)، الأعلام (٩/ ٣١٧)، والديباج المذهب ص (٣٥٧) وسماه يوسف بن عمر، إلا أنه قال فى آخر الترجمة: وكان والد أبى عمر أبو محمد عبد الله بن محمد بن أهل العلم.
(٥) هو عبد الحق بن غالب بن عطية، أبو محمد المحاربى، من أهل غرناطة. أحد القضاة بالبلاد الأندلسية، كان فقيها جليلا، عارفا بالأحكام والحديث والتفسير، نحويّا لغويّا أديبا، ضابطا، غاية فى توقد
الذهن وحسن الفهم وجلالة التصرف. روى عن أبيه الحافظ بن أبى بكر وأبى على الغسانى وآخرين. وروى عنه أبو القاسم بن حبيش وجماعة. ولى قضاء المرية، كان يتوخى الحق والعدل.
من تصانيفه: (المحرر الوجيز فى تفسير الكتاب العزيز).
وابن عطية هذا هو غير عبد الله بن عطية بن عبد الله أبى محمد، المقرئ المفسر الدمشقى المتوفى (٣٨٣ هـ) صاحب تفسير (ابن عطية) ويميز هذا الأخير عن ابن عطية الأندلسى (عبد
⦗١٢٠⦘
الحق بن غالب) بأن يقال لعبد الله بن عطية (المتقدم)، ولعبد الحق (المتأخر) توفى سنة ٥٤٢ هـ.
ينظر: بغية الوعاة (٢/ ٧٣)، طبقات المفسرين ص (١٥ - ١٦)، وتاريخ قضاة الأندلس ص (١٠٩)؛ والأعلام للزركلى (٤/ ٥٣، ٣/ ٢٣٩).
(٦) هو أحمد بن عبد الحليم بن عبد السلام بن تيمية الحرّانى الدمشقى، تقى الدين. الإمام شيخ الإسلام.
حنبلى. ولد فى حرّان وانتقل به أبوه إلى دمشق فنبغ واشتهر. سجن بمصر مرتين من أجل فتاواه.
وتوفى بقلعة دمشق معتقلا. كان داعية إصلاح فى الدين، آية فى التفسير والعقائد والأصول، فصيح اللسان، مكثرا من التصنيف.
من تصانيفه «السياسة الشرعية»، و «منهاج السنة»، وطبعت «فتاواه» فى الرياض مؤخرا فى ٣٥ مجلدا. ينظر: الدرر الكامنة (١/ ١٤٤)؛ والبداية والنهاية (١٤/ ١٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>