للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليها والأخذ بها، وطرح (١) ما سواها.

وقال الدانى- رحمه الله-: وإن القراء السبعة ونظائرهم من الأئمة متّبعون فى [جميع] (٢) قراءاتهم الثابتة عنهم التى لا شذوذ فيها، ومعنى «لا شذوذ فيها» ما قاله (٣) الهذلى: ألا يخالف الإجماع.

وقال [الإمام أبو الحسن] (٤) السخاوى- رحمه الله-[إن] (٥) الشاذ مأخوذ من قولهم:

شذ الرجل يشذ، ويشذ، شذوذا، إذا انفرد عن القوم واعتزل عن جماعتهم، وكفى بهذه التسمية تنبيها على انفراد الشاذ وخروجه عما عليه الجمهور، والذى لم يزل (٦) عليه الأئمة الكبار [و] (٧) القدوة فى جميع الأمصار من الفقهاء والمحدّثين وأئمة العربية: توقير القرآن، واتباع القراءة المشهورة، ولزوم الطرق المعروفة فى الصلاة وغيرها، واجتناب الشواذ (٨)؛ لخروجها (٩) عن إجماع المسلمين، وعن الوجه الذى ثبت (١٠) به القرآن وهو التواتر.

وقال ابن مهدى (١١): لا يكون إماما فى العلم من أخذ بالشاذ.

وقال خلاد بن يزيد الباهلى (١٢): قلت ليحيى بن عبد الله بن أبى مليكة (١٣): إن نافعا حدثنى عن أبيك عن عائشة (١٤) - رضى الله عنها- أنها كانت تقرأ تَلَقَّوْنَهُ [النور: ١٥]


(١) فى ز، م: واطراح.
(٢) سقط فى م.
(٣) فى م: كما قال.
(٤) سقط فى م.
(٥) زيادة من م.
(٦) فى م: لم تزل.
(٧) زيادة من ص.
(٨) فى ز: الشاذ.
(٩) فى د، ز، ص: لخروجه.
(١٠) فى م: يثبت.
(١١) فى م: محمد بن مهدى.
(١٢) فى م، د: خلاد بن يزيد. قلت: هو خلاد بن يزيد أبو الهيثم الباهلى البصرى وقال الأهوازى فيه الكاهلى وليس كذلك بل الكاهلى خالد بن يزيد، عرض على حمزة وروى عن الثورى وغيره، روى القراءة عنه عرضا محمد بن عيسى الأصبهانى والسرى بن يحيى وروى عنه الفلاس وغيره، وهو المعروف بالأرقط. ينظر غاية النهاية (١/ ٢٧٥).
(١٣) هو يحيى بن عبد الله بن عبيد الله بن أبى مليكة القرشى التيمى. روى عن أبيه وروى عنه يحيى ابن عثمان التميمى مولى أبى بكر. وثقه ابن حبان وقال: يعتبر بحديثه.
(١٤) هى عائشة الصديقة بنت أبى بكر الصديق عبد الله بن عثمان، أم المؤمنين، وأفقه نساء المسلمين، كانت أديبة عالمة، كنيت بأم عبد الله، لها خطب ومواقف، وكان أكابر الصحابة يراجعونها فى أمور الدين، وكان مسروق إذا روى عنها يقول: حدثتنى الصديقة بنت الصديق. نقمت على عثمان رضى الله عنه فى خلافته أشياء، ثم لما قتل غضبت لمقتله. وخرجت على على رضى الله عنه، وكان موقفها المعروف يوم الجمل ثم رجعت عن ذلك، وردها على إلى بيتها معززة مكرمة.
للزركشى كتاب «الإجابة لما استدركته عائشة على الصحابة». ينظر: الإصابة (٤/ ٣٥٩)، وأعلام النساء (٢/ ٧٦٠)، ومنهاج السنة (٢/ ١٨٢ - ١٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>