للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذيل على الأصل و [صححوه] (١) محافظة على صيغة الجمع، كقول شاعرهم:

أخو بيضات رائح متأوب ... ... ... ... (٢)

فوجه مد الواو: جريه على القاعدة باعتبار اللفظ.

ووجه قصرها: تقدير الحركة الأصلية التى ظهرت عند هذيل، وعلى التقديرين يجوز مد الواو (٣)؛ لأنه بمنزلة (رأى) (٤).

وهذه المسألة مما التزم بعضهم فى كلا الحرفين أصله، وخالفه (٥) بعضهم لفظا (٦)، ووافقه (٧) تقديرا، وألغزها بعضهم (٨) فقال:

سألتكم يا مقرئى الغرب كلّه ... وما من سؤال الحبر عن علمه بدّ

بحرفين مدّوا ذا وما المدّ أصله ... وذا لم يمدّوه ومن أصله المدّ

وقد جمعا فى كلمة مستبينة ... على بعضكم (٩) تخفى ومن بعضكم تبدو

والسؤال مبنى على أصل ورش فى مد الهمزة (١٠): وعلى استثناء الواو من الأول، فالحرف الذى مدوه، وما أصل ورش فيه المد ألف (سوآت)؛ لأن قبلها ساكن غير ممدود، والذى لم يمدوه وأصله المد واوها؛ لأن أصله [فى حرف اللين] (١١) المتصل بهمزة المد.

ويقال: إنه لما نظمه ذكر أن الشاطبى بين أظهرهم فقال: ومن بعضكم تبدو، فأجابه الشاطبى فقال:

عجبت لأهل القيروان وما جدّوا ... لدى قصر سوآت وفى همزها مدّوا

لورش ومدّ اللّين للهمز أصله ... سوى مشرع الثّنيا إذا عذب الورد


(١) زيادة من د.
(٢) صدر بيت وعجزه:
... ... ... ... رفيق بمسح المنكبين سبوح
والبيت لأحد الهذليين فى الدرر (١/ ٨٥)؛ وشرح التصريح (٢/ ٢٩٩)؛ وشرح المفصل (٥/ ٣٠)؛ وبلا نسبة فى أسرار العربية ص (٣٥٥)؛ وأوضح المسالك (٤/ ٣٠٦)؛ وخزانة الأدب (٨/ ١٠٢، ١٠٤)؛ والخصائص (٣/ ١٨٤)؛ وسر صناعة الإعراب ص (٧٧٨)؛ وشرح الأشمونى (٣/ ٦٦٨)؛ وشرح شواهد الشافية ص (١٣٢)؛ ولسان العرب (٧/ ١٢٥)؛ والمحتسب (١/ ٥٨)؛ والمنصف (١/ ٣٤٣)؛ وهمع الهوامع (١/ ٢٣).
(٣) فى د: الألف.
(٤) فى م: مودوة.
(٥) فى م: وخالفهم، وفى د: وخالف.
(٦) فى د: مذهبه لفظا.
(٧) فى م: ووافقهم.
(٨) زاد فى م: نظما، وفى د: أبو الحسن على بن عبد الغنى الحصرى.
(٩) فى د: بعضهم.
(١٠) فى م، د: الهمز.
(١١) فى ز: فى المد.

<<  <  ج: ص:  >  >>