للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من العروضيين من ذكر ذلك مع كثرة الفحص عنه إلا فى كلام الشيخ العلامة بدر الدين الدمامينى (١) - رحمه الله- فى شرحه للخزرجية؛ فإنه قال: استدرك بعضهم للرجز عروضا مقطوعا ذات ضرب مقطوع، وأنشد على ذلك:

لأطرقنّ حصنهم صباحا ... وأبركنّ مبرك النّعامة] (٢)

ويدخل فى هذا البحر من الزحاف (٣)، الخبن: وهو حذف سين «مستفعلن» فينقل إلى متفعلن، والطى: وهو حذف فائه، فإنه ينقل (٤) إلى مستعلن.

والخبل: وهو اجتماع الخبن والطى، فينتقل (٥) إلى: فعلتن.

وعروض هذا البحر وضربه يدخلهما من الزحاف ما يدخل الحشو، إلا (٦) هذا الضرب المقطوع فيدخله الخبن خاصة.

واعلم أن المصنف- أثابه الله تعالى- بالغ فى اختصار هذه القصيدة [جدّا] (٧) حتى حوت


مبرزا فى العربية، شاعرا محسنا، قرأ على الجزولى، وسمع من ابن عساكر، وأقرأ النحو بدمشق مدة ثم بمصر، وتصدر بالجامع العتيق، وحمل الناس عنه. وصنف الألفية فى النحو، الفصول له. ولد سنة أربع وستين وخمسمائة، ومات فى سلخ ذى القعدة سنة ثمان وعشرين وستمائة. وله: العقود والقوانين فى النحو، وكتاب حواش على أصول ابن السراج فى النحو، وكتاب شرح الجمل فى النحو، وكتاب شرح أبيات سيبويه نظم، وكتاب ديوان خطب. وله قصيدة فى القراءات السبع، ونظم كتاب الصحاح للجوهرى فى اللغة، ولم يكمل، ونظم كتاب الجمهرة لابن دريد فى اللغة، ونظم كتابا فى العروض، وله كتاب المثلث. ينظر: بغية الوعاة (٢/ ٣٤٤).
(١) هو محمد بن أبى بكر بن عمر بن أبى بكر بن محمد بن سليمان بن جعفر القرشى المخزومى الإسكندرانى بدر الدين المعروف بابن الدّمامينى المالكى النحوى الأديب. ولد بالإسكندرية سنة ثلاث
وستين وسبعمائة، وتفقه وعانى الآداب، ففاق فى النحو والنظم والنثر والخط ومعرفة الشروط، وشارك فى الفقه وغيره، وناب فى الحكم، ودرّس بعدة مدارس، وتقدم ومهر، واشتهر ذكره، وتصدر بالجامع الأزهر لإقراء النحو، ثم رجع إلى الإسكندرية، واستمر يقرئ بها، ويحكم ويتكسب بالتجارة ثم قدم القاهرة، وعين للقضاء فلم يتفق له. وله من التصانيف: تحفة الغريب فى حاشية مغنى اللبيب، وشرح البخارى، وشرح التسهيل، وشرح الخزرجية، وجواهر البحور فى العروض، والفواكه البدرية، من نظمه، ومقاطع الشرب، ونزول الغيث. ينظر: بغية الوعاة (١/ ٦٦ - ٦٧).
(٢) بدل ما بين المعقوفين فى ز: وغيرهما.
(٣) الزحاف: هو نوع من التغيير فى تفعيلات البحور الشعرية بحذف حركة أو تسكينها، وذكر فى لسان العرب (٣/ ١٨١٨) أنه سمى بذلك لثقله، وأنه تخص به الأسباب دون الأوتاد إلا القطع فإنه يكون فى أوتاد الأعاريض والضروب، وذلك أنه سقط ما بين الحرفين حرف فزحف أحدهما إلى الآخر.
ينظر: لسان العرب (٣/ ١٨١٨).
(٤) فى م، ص، د: فينقل.
(٥) فى م، ص، د: فينقل.
(٦) فى م: إلى. وعروض البحر الشعرى: هى آخر تفعيلة فى الشطر الأول من البيت، وضربه هو آخر تفعيلة من الشطر الثانى، أما حشوه فهو ما سوى العروض والضرب من التفعيلات.
(٧) سقط فى ز، م.

<<  <  ج: ص:  >  >>