(٢) العبارة التى بين المعقوفين وردت فى د، مع تقديم وتأخير. (٣) اعلم أنه يجوز فى الشعر وما أشبهه من الكلام المسجوع ما لا يجوز فى الكلام غير المسجوع، من رد فرع إلى أصل، أو تشبيه غير جائز بجائز، اضطر إلى ذلك أو لم يضطر إليه؛ لأنه موضع قد ألفت فيه الضرائر. وأنواعها منحصرة فى الزيادة، والنقص، والتقديم، والتأخير، والبدل: فالزيادة تنحصر فى زيادة حرف، نحو تنوين الاسم غير المنصرف، إذا لم يكن آخره ألفا، رد إلى أصله من الانصراف؛ نحو قوله تعالي: قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوها تَقْدِيراً [الإنسان: ١٥، ١٦] فى قراءة من صرف الأول منهما، ونحو قول أمية بن أبى الصلت: فأتاها أحيمر كأخى السه ... م بعضب فقال: كونى عقيرا فإن كان آخره ألفا، نحو: حبلى، لم يصرف. وزيادة حركة، نحو تحريك العين الساكنة اتباعا لما قبلها، وتشبيها بتحريكها إذا نقلت إليها الحركة مما بعدها، فى الوقف، نحو قولك: قام عمرو، ومن ذلك قوله: إذا تحرك نوح قامتا معه ... ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا يريد: الجلد. وزيادة كلمة؛ نحو: زيادة «أن» بعد كاف التشبيه؛ تشبيها لها بزيادتها بعد «لما»؛ نحو قوله: ويوما توافينا بوجه مقسم ... كأن ظبية تعطو إلى وارق السلم أى: كظبية والنقص منحصر فى نقص حرف؛ نحو حذف صلة هاء الضمير فى الوصل؛ إجراء له مجرى الوقف، ومن ذلك قوله: أو معبر الظهر ينبى عن وليته ... ما حج ربه فى الدنيا ولا اعتمرا والأحسن إذا حذفت الصلة، أن تسكن الهاء، حتى تكون قد أجريت الوصل مجرى الوقف إجراء كاملا؛ نحو قوله: وأشرب الماء ما بى نحوه عطش ... إلا لأن عيونه سيل واديها ونقص حركة، نحو حذف حركة الباء من: أشرب، فى قوله: فاليوم أشرب غير مستحقب ... إثما من الله ولا واغل تشبيها للمنفصل بالمتصل؛ ألا ترى أن «ربغ» بمنزلة عضد، فكما تسكن الضاد من: عضد؛ فكذلك سكنت الباء. ونقص كلمة؛ نحو حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه، وليس فى الكلام ما يدل عليه؛ نحو قوله: عشية فر الحارثيون، بعد ما ... قضى نحبه فى ملتقى القوم هوبر