للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الثالث: بيان وجه التعارض بين الآية والأحاديث]

ظاهرُ الآية الكريمة عمومُ عصمةِ الله تعالى لنبيه - صلى الله عليه وسلم - من الناس، وأما الأحاديث ففيها أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أُصيب ببعض الأذى من قومه، وهذا يُوهِمُ خلاف الآية، التي وعدت بالعصمة مُطلقاً. (١)


= قال: فلما اطمأن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ـ يعني بخيبر ـ أهدت زينب بنت الحارث إليه شاة مصلية، وقد جعلت فيها من السم، وكان معه بشر بن البراء، فتناولا منها فقال عليه السلام: إن هذا العظم يخبرني أنه مسموم، فدعا بها فاعترفت وقالت: إن كنت نبياً فستخبر، وإن كنت غير ذلك استرحنا منك، ومات بشر من أكلته تلك، وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا أم بشر: ما زالت أكلة خيبر التي أكلت مع ابنك تعادني، فهذا أوان قطعته".
الشاهد الخامس: حديث أبي جعفر محمد بن علي، مرسلاً:
أخرجه أبو عبيد القاسم بن سلام، في غريب الحديث، وأبو إسحاق الحربي، في غريب الحديث، كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، عن العلاء بن أبي العباس، عن أبي جعفر يرفعه إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "ما زالت أكلة خيبر تعادني، فهذا أوان قطعت أبهري". نقله عن أبي عبيد والحربي: الزيلعي في تخريج الأحاديث والآثار (١/ ٦٩)، وقال: "وكلاهما معضل".
الشاهد السادس: حديث أبي رومان:
أخرجه أبو إسحاق الحربي، في غريب الحديث [كما في تخريج الأحاديث والآثار للزيلعي (١/ ٦٩)] قال: ثنا شريح بن النعمان، ثنا عبد العزيز بن محمد، أنا عمرو بن أبي عمر، عن أبي رومان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - نحوه.
النتيجة: أن الحديث بمجموع طرقه وشواهده يرتقي لدرجة الصحيح لغيره، وقد صححه الألباني، في صحيح سنن أبي داود (٣/ ٩١)، حديث (٤٥١٣)، وصحيح الجامع (٢/ ٩٨٤)، حديث (٥٦٢٩). وانظر: تخريج الأحاديث والآثار، للزيلعي (١/ ٦٨ ـ ٧١)، وتغليق التعليق، لابن حجر
(٤/ ١٦٢ ـ ١٦٣).
(١) انظر حكاية التعارض في الكتب الآتية: تفسير البغوي (٢/ ٥٢)، والكشاف، للزمخشري (١/ ٦٤٦)، وزاد المسير، لابن الجوزي (٢/ ٦٧ - ٦٨)، ومفاتيح الغيب، للرازي (١٢/ ٤٢)، وتفسير النسفي
(١/ ٤٢٣)، والبرهان في علوم القرآن، للزركشي (٢/ ١٩٣)، واللباب في علوم الكتاب، لابن عادل الحنبلي (٧/ ٤٤١)، وتحفة الأحوذي، للمباركفوري (٨/ ٣٢٦)، وروح المعاني، للآلوسي (٦/ ٤٩٩)، وتفسير ابن عثيمين، البقرة (١/ ٢٨٤).

<<  <   >  >>