للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٥) ـ (٤): وعن سلمان - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لَا يَرُدُّ الْقَضَاءَ إِلَّا الدُّعَاءُ، وَلَا يَزِيدُ فِي الْعُمْرِ إِلَّا الْبِرُّ". (١)

[المبحث الثالث: بيان وجه التعارض بين الآيات والأحاديث]

ظاهرُ الآيات الكريمة أنَّ لكل نفسٍ أجلاً محدوداً، لا يتقدم ولا يتأخر، وأنَّ عُمُرَ كل إنسان له أمد لا يتعداه، وأما الأحاديث ففيها أنَّ البر والصلة يزيدان في الأعمار، وهذا يُوهِمُ خلاف الآيات. (٢)

[المبحث الرابع: مسالك العلماء في دفع التعارض بين الآيات والأحاديث]

لم يتجاوز العلماء في هذه المسألة مسلك الجمع بين الآيات والأحاديث، وقد اختلفوا في هذه المسألة وفي الجمع بين الآيات والأحاديث على مذهبين:

الأول: مذهب تجويز الزيادة في الأعمار، وحمل الأحاديث الواردة في المسألة على الحقيقة.


(١) أخرجه من حديث سلمان الفارسي: الترمذي في سننه، في كتاب القدر، حديث (٢١٣٩)، وأخرجه من حديث ثوبان: ابن ماجة في المقدمة، حديث (٩٠)، وفي كتاب الفتن، حديث (٤٠٢٢)، والإمام أحمد في مسنده (٥/ ٢٨٠)، وابن حبان في صحيحه (٣/ ١٥٣)، والحاكم في المستدرك (١/ ٦٧٠)، وقال: "صحيح الإسناد ولم يخرجاه"، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (١/ ١٢٧١)،
حديث (٧٦٨٧)، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة (١/ ٢٨٦)، حديث (١٥٤).
(٢) انظر حكاية التعارض في الكتب الآتية: تأويل مختلف الحديث، لابن قتيبة (١/ ١٨٩)، ومشكل الحديث وبيانه، لابن فورك (١/ ٣٠٤)، ومشكل الآثار، للطحاوي (٤/ ٧٨ - ٧٩)، وصحيح مسلم، بشرح النووي (١٦/ ١٧٢)، وفتح الباري، لابن حجر (١٠/ ٤٣٠)، وفيض القدير، للمناوي
(٦/ ٣٤).

<<  <   >  >>