الذي يَظْهُرُ صَوَابُه ـ والله تعالى أعلم ـ أنَّ ما وقع في الآية هو عبارة عن حكاية قول المنافقين، وحكاية القرآن لبعض المقولات، وسكوته عنها، لا يلزم منه إقرارٌ لتلك المقولات، ذلك أنَّ سكوت القرآن عن المقولات لا يخلو من حالتين:
الأولى: أنْ يكل الله تعالى البيان لنبيه - صلى الله عليه وسلم -، فيبين للناس حكم تلك المقولة.
الثانية: أنْ لا يكون هناك بيان من النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعدم البيان يدل على الإقرار من الله تعالى.
وفي مسألتنا هذه جاء البيان من النبي - صلى الله عليه وسلم - بكراهة تسمية المدينة بيثرب، فَدَلَّ على أنَّ مقولة المنافقين تلك لا يصح استعمالها، والله تعالى أعلم.