كتاب الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن الكريم

المسألة [٢٣]: هل كتب النبي - صلى الله عليه وسلم - بيده الشريفة شيئا أم لا؟ - المبحث الرابع: مسالك العلماء في دفع التعارض بين الآيات والحديث - ص: 393

[المبحث الرابع: مسالك العلماء في دفع التعارض بين الآيات والحديث]

لم يتجاوز العلماء في هذا المسألة مسلك الجمع بين الآيات والحديث، وقد اختلفوا في الجمع على مذهبين:

الأول: مذهب إجراء الحديث على ظاهره، وتأويل الآيات.

وهذا مذهب جماعة من المحدثين منهم: عمر بن شبة (١) (٢)، وأبي ذر الهروي (٣) (٤)، وأبي الفتح النيسابوري (٥) (٦)، والقاضي أبي جعفر السمناني الأصولي (٧) (٨)، والقاضي أبي الوليد الباجي (٩).

وهو اختيار: ابن العربي، وابن الجوزي، وأبي العباس القرطبي، والطيبي، والذهبي، والآلوسي، والزرقاني. (١٠)

حيث ذهب هؤلاء إلى أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - كتب بيده حقيقة، وأنَّ الله تعالى

---

= للقرطبي (٣/ ٦٣٧)، وتفسير القرطبي (١٣/ ٢٣٣)، وعمدة القاري، للعيني (١٧/ ٢٦٣)، ومناهل العرفان، للزرقاني (١/ ٣٦٧).
(١) هو: عمر بن شبة بن عبدة بن زيد بن رائطة، العلامة الإخباري الحافظ الحجة، صاحب التصانيف، أبو زيد النميري البصري النحوي، نزيل بغداد، كان ثقة عالماً بالسير وأيام الناس، وله تصانيف كثيرة، منها (أخبار المدينة)، و (أخبار مكة)، وغيرها، وكان قد نزل في آخر عمره بِسُرَّ من رأى وتوفي بها سنة (٢٦٢هـ). انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي (١٢/ ٣٧٣).
(٢) انظر: غاية السول في خصائص الرسول، للأنصاري (١/ ١٣٣)، والتلخيص الحبير، لابن حجر (٣/ ١٢٧)، والخصائص الكبرى، للسيوطي (٢/ ٤٠٩)، والتراتيب الإدارية، للكتاني (١/ ١٧٣).
(٣) هو: عبد بن أحمد بن محمد بن عبد الله بن غفير، أبو ذر الأنصاري الهروي: عالم بالحديث وأحد الحفاظ، من فقهاء المالكية. يقال له: ابن السماك. أصله من هراة. نزل بمكة، ومات بها سنة (٤٣٤هـ). له تصانيف، منها (تفسير القرآن) و (المستدرك على الصحيحين) و (السنة والصفات) و (معجمان) أحدهما فيمن روى عنهم الحديث، والثاني فيمن لقيهم ولم يأخذ عنهم. انظر: الأعلام، للزركلي (٣/ ٢٦٩).
(٤) انظر: إكمال المعلم بفوائد مسلم، للقاضي عياض (٦/ ١٥١)، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي (٣/ ٦٣٧)، وفتح الباري، لابن حجر (٧/ ٥٧٥).
(٥) لم أقف على ترجمته.
(٦) انظر: غاية السول في خصائص الرسول، للأنصاري (١/ ١٣٣)، وفتح الباري، لابن حجر (٧/ ٥٧٥).
(٧) هو: محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد، السِّمْناني الحنفي، العلامة قاضي الموصل أبو جعفر، لازم ابن الباقلاني حتى برع في علم الكلام، مات سنة (٤٤٤هـ). انظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي (١٧/ ٦٥١).
(٨) انظر: المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي (٣/ ٦٣٧)، والتلخيص الحبير، لابن حجر (٣/ ١٢٨).
(٩) تحقيق المذهب، لأبي الوليد الباجي، ص (١٧٠ - ٢٤٠).
(١٠) انظر على الترتيب: عارضة الأحوذي، لابن العربي (٨/ ١٥٤)، وكشف المشكل من حديث الصحيحين، لابن الجوزي (٢/ ٢٤٩)، والمفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم، للقرطبي (٣/ ٦٣٧)، وشرح الطيبي على مشكاة المصابيح (٨/ ٧٩)، وسير أعلام النبلاء، للذهبي (١٤/ ١٩٠ - ١٩١)، وروح المعاني، للآلوسي (٢١/ ٩)، ومناهل العرفان، للزرقاني (١/ ٣٦٧).