اللفظ الثاني: "تشهد رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال أحدهما: من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بئس الخطيب أنت". ويلاحظ في هذه الرواية أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقل في آخر الحديث: "قُلْ: وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ غَوِيَ"، وهذه الزيادة كما تقدم تفرد بها وكيع من طريق سفيان، وتفرد بها أيضاً إبراهيم بن طهمان، من طريق عبد العزيز بن رفيع، وقد رواه عن سفيان: يحيى بنُ سعيد القطان، وعبد الرحمنُ بن مهدي، والفريابيُ، وعبدُ الله بن الوليد العدني، رووه جميعاً عن سفيان الثوري، ولم يذكروا هذه الزيادة. أما رواية يحيى بن سعيد: فتقدمت وهي عند أبي داود. وأما رواية عبد الرحمن بن مهدي: فتقدمت أيضاً، وهي عند أحمد والنسائي، والطحاوي. وأما رواية الفريابي: فأخرجها الطبراني في المعجم الكبير (١٧/ ٩٨). وأما رواية أبي حذيفة: فأخرجها الطبراني في الموضع السابق، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٨٦)، إلا أن البيهقي لم يسق المتن كاملاً. وأما رواية عبد الله بن الوليد العدني: فأخرجها البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢١٦)، ولم يسق المتن كاملاً، وإنما أشار إلى أن هذه الزيادة لم تأتِ من هذا الطريق. وروى الحديث قيس بن الربيع، وأبو بكر بن عياش، كلاهما عن عبد العزيز بن رفيع، به. ولم يذكروا هذه الزيادة. أما رواية قيس بن الربيع: فأخرجها الطيالسي في مسنده (١/ ١٣٨)، والطبراني في المعجم الكبير (١٧/ ٩٨). وأما رواية أبي بكر بن عياش: فأخرجها أبو نعيم في الحلية (٨/ ٣١٠ - ٣١١). وثمة رواية مرسلة أخرجها عبد الرزاق في المصنف (١١/ ٢٧)، وابن أبي شيبة في المصنف (٦/ ٧٤)، كلاهما من طريق معمر، عن مغيرة، عن إبراهيم، مرسلاً. وليس في هذه الرواية الزيادة التي في آخر الحديث، وفيها أن الخطيب قال: "من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوى". النتيجة: سيأتي في مبحث الترجيح بيان الراجح من هذه الروايات.