للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهذا التأويل رُويَ من قول سفيان الثوري عند روايته للحديث (١)، وهو اختيار المناوي، والألباني. (٢)

وأيَّد الألباني هذا التأويل بما رُويَ عن عائشة، وابن عباس، رضي الله عنهما، أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "ولد الزنا شر الثلاثة، إذا عمل بعمل أبويه". (٣)

قال: "وهذا التفسير، وإنْ لم يثبت رفعه، فالأخذ به لا مناص منه؛ كي لا يتعارض الحديث مع النصوص القاطعة في الكتاب والسنة أَنَّ الإنسان لا يُؤاخذ بجرم

غيره". اهـ (٤)

المذهب الثاني: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما قصد بكلامه هذا إنساناً بعينه، كان يؤذي النبي - صلى الله عليه وسلم -، وكان مع أذيته له ولد زنا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "هو شر الثلاثة"، باعتبار أذاه.

وهذا التأويل جاء مرفوعاً من حديث عائشة رضي الله عنها، فعن عروة قال: بلغ عائشة رضي الله عنها أَنَّ أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ولد الزنا شر الثلاثة"،


(١) تقدم تخريجه في أول المسألة، وهو عند البيهقي في سننه (١٠/ ٥٩).
(٢) انظر على الترتيب: فيض القدير، للمناوي (٥/ ٣٧٢)، وسلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني (٢/ ٢٨١).
(٣) حديث عائشة: أخرجه الإمام أحمد في مسنده (٦/ ١٠٩)، قال: حدثنا أسود بن عامر قال: حدثنا إسرائيل قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة، عن عائشة، به.
وقد خولف أسود بن عامر، فرواه البيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ٥٨)، من طريق إسحاق بن منصور، عن إسرائيل، عن إبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن قيس، عن عائشة، به.
وهذا الاضطراب من إبراهيم بن إسحاق، وهو إبراهيم بن الفضل المخزومي، وهو متروك، كما في التقريب (١/ ٥٥). وانظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني (٢/ ٢٨١).
وحديث ابن عباس: أخرجه ابن عدي في الكامل (٣/ ٩١)، والبيهقي في السنن الكبرى (١٠/ ٥٨)، والطبراني في الكبير (١٠/ ٢٨٥)، وفي الأوسط (٧/ ٢١٠)، جميعهم من طريق ابن أبي ليلى، عن داود بن علي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس، به.
والحديث في إسناده ابن أبي ليلى، وهو محمد بن عبد الرحمن، قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٦/ ٢٥٧): "سيئ الحفظ". وضعفه الألباني في الصحيحة (٢/ ٢٨٢).
(٤) سلسلة الأحاديث الصحيحة، للألباني (٢/ ٢٨٢).

<<  <   >  >>