للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقي أنْ نُشير إلى تعريفات الأصوليين للتعارض في الاصطلاح، ونُحيل في تعريفه عند المحدثين للمبحث الثالث بعد هذا.

وقد عرَّف الأصوليون التَّعارض بصيغٍ عدَّةٍ هي في جملتها راجعة لمعنى واحد، ومن هذه التعريفات:

تعريف ابن الهُمام (١) من الحنفية بأنه: «اقتضاء كل من دليلين عدم مقتضى الآخر». (٢)

وعرَّفه الزركشي من الشافعية بأنه: «تقابل الدليلين على سبيل الممانعة». (٣)

ونحوه تعريف الإسنوي (٤) من الشافعية حيث قال: «التعارض بين الشيئين: هو تقابلهما على وجه يمنع كل منهما مُقتضى صاحبه». (٥)

وعرَّفه الفتوحي (٦) من الحنابلة بأنه: «تقابل دليلين - ولو عامَّين - على سبيل الممانعة». (٧)


(١) هو: محمد بن عبد الواحد بن عبد الحميد بن مسعود، السيواسي ثم الإسكندري، كمال الدين، المعروف بابن الهمام: إمام، من علماء الحنفية. عارف بأصول الديانات والتفسير والفرائض والفقه والحساب واللغة والمنطق. أصله من سيواس. ولد بالإسكندرية، ونبغ في القاهرة. وأقام بحلب مدة. وجاور بالحرمين. ثم كان شيخ الشيوخ بالخانقاه الشيخونية بمصر. وكان معظماً عند الملوك وأرباب الدولة. من كتبه (فتح القدير) في شرح الهداية، ثماني مجلدات في فقه الحنفية، و (التحرير) في أصول الفقه، وغيرهما، توفي بالقاهرة، سنة ٨٦١ هـ. انظر: الأعلام، للزركلي (٦/ ٢٥٥).
(٢) التقرير والتحبير، لابن أمير حاج (٣/ ٢).
(٣) البحر المحيط، للزركشي (٨/ ١٢٠).
(٤) هو: عبد الرحيم بن الحسن بن علي الإسنوي الشافعي، أبو محمد، جمال الدين: فقيه أصولي، من علماء العربية. ولد بإسنا، وقدم القاهرة سنة ٧٢١ هـ‍، فانتهت إليه رياسة الشافعية. وولي الحسبة ووكالة بيت المال، ثم اعتزل الحسبة. من كتبه (المبهمات على الروضة)، و (نهاية السول شرح منهاج الأصول) وغيرهما، توفي سنة (٧٧٢هـ). انظر: الأعلام، للزركلي (٣/ ٣٤٤).
(٥) نهاية السول، للإسنوي (٣/ ٣٥).
(٦) هو: محمد بن أحمد بن عبد العزيز الفتوحي، تقي الدين أبو البقاء، الشهير بابن النجار: فقيه حنبلي مصري. من القضاة. قال الشعراني: صحبته أربعين سنة فما رأيت عليه شيئاً يشينه، وما رأيت أحداً أحلى منطقاً منه، ولا أكثر أدباً مع جليسه. له (منتهى الإرادات في جمع المقنع مع التنقيح وزيادات) مع شرحه للبهوتي، في فقه الحنابلة، و (الكوكب المنير) في أصول الفقه، مع شرحه، وغيرهما، توفي سنة
(٩٧٢هـ). انظر: الأعلام، للزركلي (٦/ ٦).
(٧) شرح الكوكب المنير، للفتوحي، ص (٦٣٤).

<<  <   >  >>