للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٣٤) ـ (٢٧): وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: "زَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَ أُمِّهِ؛ فَبَكَى وَأَبْكَى مَنْ حَوْلَهُ، فَقَالَ: اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لَهَا فَلَمْ يُؤْذَنْ لِي، وَاسْتَأْذَنْتُهُ فِي أَنْ أَزُورَ قَبْرَهَا فَأُذِنَ لِي، فَزُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ". (١)


= "رواه البزار، والطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح". اهـ
وقد جاء عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - ما يشهد لحديث أنس عند مسلم، والذي فيه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ أَبِي وَأَبَاكَ فِي النَّارِ".
فأخرج الطحاوي في مشكل الآثار (٦/ ٣٥٠)، والطبراني في المعجم الكبير (٤/ ٢٧) و (١٨/ ٢٢٠)، وابن بشكوال في غوامض الأسماء المبهمة (١/ ٤٠١)، جميعهم من طريق داود بن أبي هند، عن العباس بن عبد الرحمن بن ربيعة بن الحارث، عن عمران بن حصين - رضي الله عنه - قال: "جاء حصينٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلاً كان يصل الرحم، ويقري الضيف، مات هو وأبوك قبل أن يدركك؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ أبي وأباك وأنت في النار. قال: فما مضت عشرون ليلة حتى مات حصينٌ مشركاً".
والحديث في إسناده العباس بن عبد الرحمن، وهو مولى بني هاشم، لا يُعرف إلا برواية داود عنه، كما في التاريخ الكبير، للبخاري (٣/ ٤٥٤)، والجرح والتعديل، لابن أبي حاتم (٣/ ١٩٨)، حيث أورداه في كتابيهما ولم يذكرا فيه جرحاً ولا تعديلاً، فهو مجهول.
وقد حكم بجهالته الألباني في السلسلة الصحيحة (٦/ ١٧٨)، ونبه على سهوٍ وقع من الحافظ ابن حجر عند ترجمته للعباس فقال: "وقول الحافظ في التقريب: "مستور"، سهو منه؛ لأنه بمعنى: مجهول الحال، وذلك لأنه نص في المقدمة أَنَّ هذه المرتبة إنما هي في من روى عنه أكثر من واحد ولم يوثق". اهـ
والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (١/ ١١٧) وقال: "رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح". اهـ
وتعقبه الألباني فقال: "هذا ذهول منه، وذلك لأن العباس هذا لم يخرج له الشيخان، ولا بقية الستة، وإنما أخرج له أبو داود في المراسيل، وفي القدر". اهـ
وقد رُويَ من وجه آخر عن عمران بن حصين، فرواه ابن خزيمة في التوحيد (١/ ٢٧٧) فقال: حدثنا رجاء بن محمد العذري، قال: ثنا عمران بن خالد بن طليق بن محمد بن عمران بن حصين، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، فذكره بنحوه.
ورواه الذهبي في العلو (١/ ٢٤)، من طريق رجاء، به.
والحديث في إسناده خالد بن طليق، قال الدارقطني: ليس بالقوي، وقال ابن أبي حاتم: كان قاضي البصرة، روى عن الحسن، وأبيه طليق، وعنه ابنه عمران، وسهل بن هاشم. ولم يذكر فيه جرحاً، وقال الساجي: صدوق يهم، وذكره ابن حبان في الثقات. انظر: لسان الميزان، لابن حجر (٢/ ٣٧٩). وسيأتي مزيدُ نقاشٍ لحديث أنس عند ذِكْرِ مذاهب العلماء في مصير والدي النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(١) أخرجه مسلم في صحيحه، في كتاب الجنائز، حديث (٩٧٦).

<<  <   >  >>