(٢) أخرجه أبو داود في سننه، في كتاب الطهارة، حديث (٤٤)، والترمذي في سننه، في كتاب التفسير، حديث (٣١٠٠)، وابن ماجة في سننه، في كتاب الطهارة وسننها، حديث (٣٥٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ١٠٥)، جميعهم من طريق يونس بن الحارث، عن إبراهيم بن أبي ميمونة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، به. وهذا الإسناد فيه علتان: الأولى: ضعف يونس بن الحارث، كما في تقريب التهذيب، لابن حجر (٢/ ٣٩٤). الثانية: جهالة إبراهيم بن أبي ميمونة، قال ابن القطان: «مجهول الحال». تهذيب التهذيب (١/ ١٥٢). وقال الذهبي: «ما روى عنه سوى يونس بن الحارث». ميزان الاعتدال (١/ ١٩٧). وقد حكم على هذا الإسناد بالضعف: النووي في المجموع (٢/ ١١٦)، والحافظ ابن كثير في تفسيره (٢/ ٤٠٣)، والحافظ ابن حجر في التلخيص الحبير (١/ ١١٢). وأما الألباني فقد ذكر في «إرواء الغليل» (١/ ٨٤ - ٨٥): أنَّ الحديث صحيح باعتبار شواهده. وسأذكر شواهد الحديث ثم أبين بعد ذلك درجته وحكم الاحتجاج به: الشاهد الأول: حديث ابن عباس - رضي الله عنه - قال: لما نزلت: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا) [التوبة: ١٠٨] بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عويم بن ساعدة فقال: «ما هذا الطهور الذي أثنى الله به عليكم؟ فقال: ما خرج رجل منا أو امرأة من الغائط إلا غسل دبره أو مقعده. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: فهو هذا». أخرجه الطبراني في الكبير (١١/ ٦٧)، وعمر بن شبة في «أخبار المدينة» (١/ ٣٧)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ١٠٥)، والحاكم في المستدرك (١/ ٢٩٩) وقال: «صحيح على شرط مسلم»، ووافقه الذهبي، جميعهم من طريق محمد بن إسحاق، عن الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس، به. قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» (١/ ٢١٢): «رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن؛ إلا أنَّ ابن إسحاق مدلس وقد عنعنه». اهـ ورواه البزار في مسنده [كما في كشف الأستار، للهيثمي (١/ ١٣٠)، ونصب الراية، للزيلعي (١/ ٢١٨)] قال: حدثنا عبد الله بن شبيب، ثنا أحمد بن محمد بن عبد العزيز قال: وجدت في كتاب أبي، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في أهل قباء: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ) =