قوله:(كيف شاء بسطا) : هذا إثبات لصفة أخرى لله سبحانه وتعالى، وهي صفة المشيئة في العطاء:{وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً}[الإسراء:٢٠] فالله سبحانه وتعالى يهب، وبسطه مربوط بمشيئته، فيهب ما شاء لمن شاء كما قال تعالى:{يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ * أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ}[الشورى:٤٩-٥٠] وفي قوله تعالى: {كُلاًّ نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً}[الإسراء:٢٠] .
والكيف هنا راجع إلى العطاء، فالعطاء يمكن أن يعرف كيفه؛ لأنه يمكن أن يكون ذكوراً ويمكن أن يكون إناثاً، يمكن أن يكون مالاً كثيراً ويمكن أن يكون قليلاً، يمكن أن يكون عافية وصحة إلى آخره، فكل ذلك متعلق بكيفيات العطاء لذلك قال:(كيف شاء بسطا) .