للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

اختلط مخرج إبراهيم سنة خمس وأربعين ومائة (١).

قال ابن حبان: سعيد بن أبي عروبة كان قد اختلط سنة خمس وأربعين ومائة، وبقى خمس سنين في اختلاطه، وأحب إليّ أن لا يحتج به إلا بما روى عنه القدماء قبل اختلاطه مثل ابن المبارك ويزيد بن زريع وذويهما، ويعتبر برواية المتأخرين عنه دون الاحتجاج بهما، وكان سماع شعيب بن إسحاق منه سنة أربع وأربعين ومائة قبل أن يختلط بسنة، وقد قيل مات ابن أبي عروبة سنة خمس وخمسين ومائة (٢).

ذكر العراقي قول أحمد وأبي زرعة الدمشقي وابن حبان في رواية شعيب بن إسحاق عن سعيد بن أبي عروبة، ثم قال: وهذا الخلاف فيه مخرج على الخلاف في مدة اختلاطه، فإن ابن معين قال: إنه اختلط بعد سنة اثنتين وأربعين. وقال دحيم وغيره: سنة خمس وأربعين. ويمكن أن يجمع بين قول أحمد إنه سمع منه بآخر رمق وبين قول من قال سمع منه قبل أن يختلط أنه كان ابتداء سماعه منه سنة أربع وأربعين كما أخبر هو عن نفسه، ثم إنه سمع منه بعد ذلك بآخر رمق فإنه بقى إلى سنة ست وخمسين على قول الجمهور. وعلى هذا فحديثه كله مردود لأنه سمع منه في الحالين على هذا التقدير. ويحتمل أن يراد بآخر رمق آخر زمن الصحة، فعلى هذا يكون حديثه عنه كله مقبولًا إلا على قول ابن معين والله أعلم (٣).


(١) "تاريخ أبي زرعة الدمشقي": [ص ٢١٢].
(٢) "الثقات": [٣/ ٣٢١].
(٣) "التقييد والإيضاح" [ص ٤٥٤].

<<  <   >  >>