قلت: والظاهر أن كلام هؤلاء فيه من أجل ما أشار إليه حماد بن زيد من تغير حفظه بآخره أو من أجل دخوله في عمل السلطان والله أعلم". وقال الذهبي في "الميزان": [١/ ٦٤٢ - ٦٤٣]: خالد بن مهران الحافظ أحد الأئمة أورده العقيلي في كتابه، وروى من طريق يحيى بن آدم: حدثنا أبو شهاب، قال لي شعبة: عليك بحجاج بن أرطأة وابن إسحاق فإنهما حافظان، واكتم على عند البصريين في هشام وخالد. قلت: ما التفت أحد إلى هذا القول أبدًا. وقال عباد بن عباد: أراد شعبة أن يضع من خالد الحذاء، فأتيت أنا وحماد بن زيد فقلنا له: مالك! أجننت! أنت أعلم، وتهددناه، فأمسك. يحيى بن آدم، قلت لحماد بن زياد: ما لخالد الحذاء في حديثه! فقال: قدم علينا قدمة من الشام، فكأنا أنكرنا حديثه. وقال أحمد: قيل لابن علية في هذا الحديث، فقال: كان خالد يرويه، فلم نكن نلتفت إليه. ضعف ابن علية أمر خالد. قلت: ما خالد في الثبت بدون هشام بن عروة وأمثاله. وعلق الذهبي في "السير" [٦/ ١٩١] على قول شعبة بقوله: هذا الاجتهاد من شعبة مردود، لا يلتفت إليه. بل خالد وهشام محتج بهما في الصحيحين، وهما أوثق بكثير من حجاج وابن إسحاق، بل ضعف هذين ظاهر، ولم يتركا. (١) "الجرح والتعديل": [٣/ ٤٠٣ - ٤٠٤]. (٢) قول أبي حاتم "يخلط" لا يعنى الاختلاط الإصطلاحي، وإنما يعني أنه كان سيء الحفظ =