قلت: لم أجد أحدًا من المتقدمين وافق البيهقى على وصف جرير بسوء الحفظ في آخر عمره، بل أطلق الأئمة المتقدمون القول بتوثيقه. وقال الحافظ في "التقريب": جرير بن عبد الحميد ثقة صحيح الكتاب، قيل كان في آخر عمره يهم من حفظه. فذكر الحافظ ما نسب إلى جرير من سوء الحفظ في آخر عمره بصيغة التمريض، ولعل ذلك لضعف هذا القول عنده والله أعلم. (١) قال الحافظ ابن حجر في "تهذيب التهذيب": "قال أبو حاتم عن سليمان بن حرب: كان حماد بن زيد يقدم الحارث بن عمير ويثني عليه، زاد غيره: ونظر إليه فقال: هذا من ثقات أصحاب أيوب. وقال ابن معين وأبو حاتم والنسائي: ثقة. وقال أبو زرعة: ثقة رجل صالح وقال البرقاني عن الدارقطني: ثقة، وكذا قال العجلي. وقال الأزدي: ضعيف منكر الحديث. وقال الحاكم: روى عن حميد الطويل وجعفر بن محمد أحاديث موضوعة. ونقل ابن الجوزي عن ابن خزيمة أنه قال: الحارث بن عمير كذاب. وقال ابن حبان: كان ممن يروى عن الأثبات الأشياء الموضوعات، وساق له عن جعفر، عن أبيه، عن جده، عن على مرفوعًا: "أن آية الكرسي، وشهد الله أنه لا إله إلا هو، والفاتحة معلقات بالعرش يقلن: يا رب تهبطنا إلى أرضك، وإلى من يعصيك .. " الحديث بطوله، وقال: موضوع لا أصل له. وقد وقع لي هذا الحديث عاليًا جدًا، قرأته على أبي الفرج بن غزي، أخبركم يونس بن =