قال ابن القطان الفاسي: ومن ذلك أنه ذكر في الصيام حديث ابن عباس عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "كان يصبح جنبًا ولم يجمع الصوم، ثم يبدو له فيصوم" وأعله بعلته، فكان منها أن قال في عبد الباقى بن قانع: إنه اختلط قبل موته بسنة.
ثم لم يلبث أن ساق من عند الدارقطني في قضاء الصوم حديث:"إن شاء فعل، وإن شاء تابع" ولم يبين أنه من رواية عبد الباقى بن قانع المذكور (١).
قال ابن حجر: قال ابن حزم: اختلط ابن قانع قبل موته بسنة، وهو منكر الحديث، تركه أصحاب الحديث جملة.
قلت: ما أعلم أحدًا تركه، وإنما صح أنه اختلط فاجتنبوه.
وقال ابن حزم أيضًا: ابن سفيان في المالكيين نطر ابن قانع في الحنفيين، وجد في حديثهما الكذب البحت والبلاء المبين والوضع اللائع، فإما تغير أو إما حملًا عمن لا خير فيه من كذاب ومغفل يقبل التلقين، وإما الثالثة وهى أن تكون البلاء من قبلهما، وهى ثالثة الأثافي، نسأل الله السلامة، انتهى.
وابن سفيان هو محمد بن القاسم سيأتي. وقال ابن أبي الفوارس في "تاريخه": قيل إنه سمع منه قوم في اختلاطه، قال: وكان من أصحاب الرأي، وكان مولده سنة ست وستين ومائتين. وقال ابن فتحون في "ذيل