ثم قال: ومن يُحدِّث به عن عبد الرزاق؟ قلت: حدثنى به أحمد بن شبويه. قال: هؤلاء سمعوا بعدما عمى، كان يلقن فلقنه، وليس هو في كتابه، وقد أسندوا عنه أحاديث ليست في كتابه، كان يلقنها بعدما عمى. قال أبو عبد الله: حكوا عنه عن الحلوانى أحاديث أسندها. وقد ذكر غير واحد أن عبد الرزاق حدّث بأحاديث مناكير في فضل على وأهل البيت، فلعل تلك الأحاديث مما لقنها بعدما عمى، كما قاله الإمام أحمد، والله أعلم، وبعضها مما رواه عنه الضعفاء ولا يصح عنه.
وذكر عبد الله بن أحمد أنه سمع يحيى بن معين قيل له: تحفظ عن عبد الرزاق عن معمر، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن على عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أنه مسح على الجبائر" فقال يحيى: هذا باطل، ما حدّث به معمر قط. ثم قال يحيى: عليه مائة بدنة مقلدة مجلدة إن كان معمر حدّث بهذا قط، هذا باطل، ولو حدّث بهذا عبد الرزاق كان حلال الدم، من حدّث بهذا عن عبد الرزاق؟ قالوا: فلان.
وفي بعض النسخ، قالوا: محمد بن يحيى. قال: لا والله ما حدّث به معمر، وعليه حجة من هنا إلى مكة إن كان معمر يُحدِّث بهذا.
قال عبد الله بن أحمد: هذا الحديث يروونه عن إسرائيل عن عمرو بن خالد، عن زيد بن على، عن آبائه، عن على، عن النبى - صلى الله عليه وسلم -، وعمرو ابن خالد لا يساوي شيئًا.