وآخر من بقى من أصحاب الغطريفي القاضي أبو الطيب طاهر بن عبد الله الطبري، وهو أيضًا سمع منه قبل التغير إن كان حصل له تغير فإن القاضي أبا الطيب رحل إلى جرجان سنة إحدى وسبعين في حياة الإسماعيلي فقدمها يوم خميس فاشتغل بدخول الحمام ثم أصبح فأراد الاجتماع بالإسماعيلي والسماع عليه، فقال له ابنه أبو سعد إنه شرب دواء لمرض حصل له فتعال غدًا للسماع عليه، فجاء من الغد يوم السبت فوجده قد مات فلم يحصل للقاضي أبي الطيب لقى الإسماعيلي، وسمع في تلك السنة من الغطريفي، فإنه كان نازلًا في منزل الإسماعيلي.
ولم يذكر الذهبي في "الميزان" الغطريفى فيمن تغير، ولكن ذكر السمعاني في الأنساب أنهم أنكروا على الغطريفي حديثًا رواه من طريق مالك عن الزهري عن أنس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أهدى جملًا لأبي جهل. قال السمعاني: وكان يذكر أن ابن صاعد وابن مظفر أفاداه عن الصوفي هذا الحديث قال: ولا يبعد أن يكون قد سمع إلا أنه لم يخرج أصله. قال: وقد حدث غير واحد من المتقدمين والمتأخرين بهذا الحديث عن الصوفي. قال السمعاني: وأنكروا عليه أيضًا أنه حدث بمسند إسحاق بن إبراهيم الحنظلى عن ابن شيرويه من غير الأصل الذى سمع فيه. وقال حمزة السهمي: سمعت أبا عمرو الرزجاهي يقول: رأيت سماع الغطريفي في جميع كتاب ابن شيرويه والله أعلم.
قلت: وثم آخر يوافق الغطريفي في الاسم واسم أبيه واسم بلده وتقاربا