للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن حبان: لم ينصف من جانب حديث حماد بن سلمة واحتج بأبي بكر بن عياش في كتابه وبابن أخى الزهري يخطئ فغيره من اقرانه مثل الثوري وشعبة ودونهما كانوا يخطئون، فإن زعم أن خطأه قد كثر من تغير حفظه فقد كان ذلك في أبي بكر بن عياش موجودًا، وأنى يبلغ أبو بكر حماد بن سلمة، ولم يكن من أقران حماد مثله في الفضل والدين والعلم والنسك والجمع والكتبة والصلابة في السنة مبتدع جهمى لما كان يظهر من السنن الصحيحة التى ينكرها المعتزلة، وأنى يبلغ أبو بكر بن عياش حماد بن سلمة في إتقانه أو في جمعه أم في علمه أم في ضبطه، وإنا نشيع الكلام في هذا الفصل في كتاب (الفصل بين النقلة) عند ذكرنا إياه إن شاء الله تعالى (١).

قال البيهقي: حماد بن سلمة ساء حفظه في آخر عمره فالحفاظ لا يحتجون بما يخالف فيه، ويجتنبون ما تفرد به عن قيس بن سعد خاصة وأمثاله (٢).

قال مغلطاي: وفي "الخلافيات" للبيهقى: حماد بن سلمة أحد أئمة المسلمين إلا أنه لما طعن في السن ساء حفظه، فلذلك ترك البخاري الاحتجاج بحديثه، وأما مسلم فإنه اجتهد وأخرج من حديثه عن ثابت ما سمع منه قبل تغيره، وما سوى حديثه عن ثابت لا يبلغ أكثر من اثنى عشر


(١) "الثقات": [٦/ ٢١٦].
(٢) "السنن الكبرى": [٤/ ٩٤].

<<  <   >  >>