مع غزارة علم الشيخ وسعة اطلاعه على الكتب العظيمة، فلم نجد له سوى هذا الكتاب، وقد قرأت الكتاب من أوله إلى آخره لعلِّي أجد له مؤلفا فلم أجد، وقد سألت ابنه وسألت تلاميذه وجميع من اتصلت به فكلهم لا يعرفون أن للشيخ مؤلفات. ومع هذا أنا أتوقع أن يكون للشيخ كُتب غير هذا لأن المؤلف- رحمه الله- لا ينقصه شيء. فالكتب عنده موجودة في مكتبته، وأيضا هو متمكن من التأليف؛ ولأنه قد أنهى كتابه هذا عام ١٣٣٣ هـ، كما نص عليه هو في آخر المخطوط. والمؤلف توفي عام ١٣٥٥ هـ، فهذا يدل على أن في العمر فسحة ومتسعا للتأليف، ولعلنا فيما بعد وبالبحث والسؤال نجد له شيئا.
ثانيا: مكتبته
الشيخ- رحمه الله- قد أُولعَ بشراء الكتب واقتنائها. وأدلّ دليل على هذا ذكره لهذه الكتب العظيمة في كتابه. وقد حدَّثني ابنه وابنته أن الشيخ كان يقضي جلّ وقته في مكتبته، وكان مسكنه يتكون من ثلاث طوابق، وكانت المكتبة تشغل الطابق الأوسط كله، وشيئا من الطابق الأول. وحدثني تلميذه حمزة سعداوي أنه كان عنده مكتبة كبيرة. وقالت ابنته: كانت الكتب تأتيه من مصر عن طريق أعمامه وأبناء أعمامه أيام الحج، وبعضها عن طريق الشيخ محمد نصيف. وقد ذكر صاحب كتاب "ماضي الحجاز وحاضره " ... قال:(وأول نبأ حقيقي عن مكتبة خاصة وصل إلى علمي يتمثل فيما رواه الشيخ محمد نصيف من أن الشيخ محمد بن حسين بن إبراهيم أحد علماء جدة في أوائل القرن الرابع عشر، كان قد اقتنى مكتبة كبيرة ولا ندري ماذا حدث
لها بعدئذٍ) . وقد سألت أولاد الشيخ عن هذه المكتبة فقالوا: بعدما تُوفي الوالد، كان الوصي علينا بكر إدريس، كان يبيع الكتب وينفق منها، وبعضها ذهب إلى مكتبة الشيخ نصيف، وبعضها لعبت بها الأيدي.